تعتبر بئر هداج واحدة من أشهر الآبار التاريخية التي ما زالت تحتفظ بمكانتها منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا. يُعرف بئر هداج بأنه من أقدم الآبار التي لا تزال تضخ الماء، مما يجعله وجهة لا غنى عنها عند زيارة مدينة تيماء. يتيح بئر هداج للزوار فرصة رؤية حجم هذا المعلم العظيم. يتميز الشكل الخارجي للبئر بمحيط دائري غير منتظم، حيث يتراوح قُطر فوهة البئر حوالي خمسة وستين متراً، وعمقها يصل إلى أربعين قدماً. تقع عين الماء في المركز الجنوبي للبئر، وتستمر في توفير المياه للأهالي والزراعة في تيماء حتى الآن.
يقع بئر هداج في محافظة تيماء، التي تتواجد في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وبالتحديد في قلب مدينة تيماء التي تتبع إدارياً لإمارة تبوك. يحتل هذا البئر مكانة بارزة في الجزيرة العربية، كونه يُعَدّ من الضخمة، حيث يكفي مياهه لاحتياجات الأهالي والحيوانات في الوقت نفسه. ولهذا السبب، يُطلق على هذا البئر لقب “شيخ الآبار” أو “شيخ الجوية”.
يُعتبر بئر هداج من أبرز المعالم التاريخية في المملكة العربية السعودية، حيث يعود تاريخ بنائه إلى الألف سنة السابقة للميلاد، ويتسم بطابع بناء يميل إلى الطابع البابلي. يُعتقد أن إنشاء هذا البئر تم خلال الحضارة البابلية، حيث يتشابه مع تصميم قصر الحمراء والجدران المحيطة به. كما أن اسم البئر يعود إلى إله الماء لدى الساميين، بالإضافة إلى معنى كلمة “هدج” التي تدل على سرعة السريان، مما يشير إلى تدفق الماء بنجاح.
تحيط ببئر هداج أشجار النخيل الكبيرة التي تم زراعتها بنجاح في مختلف أنحاء مدينة تيماء. حوَّل ماء البئر المدينة إلى منطقة زراعية، حيث أصبح أهل تيماء يعتمدون على الزراعة، وأشهرها هي أشجار النخيل. يتم توزيع مياه البئر على المزروعات من خلال واحد وثلاثين قناة مائية تم حفرها لتغذية البساتين والحقول. ومن الجدير بالذكر أنه في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز، تم تركيب أربع مضخات على البئر لضخ المياه إلى المزروعات وكذلك لتلبية احتياجات السكان، حيث تُعرف مياه هداج بأنها عذبة ووفيرة تعود ملكيتها للجميع.
يُعتبر بئر هداج اليوم من أبرز المعالم السياحية في مدينة تيماء، وهو يشكل شاهداً تاريخياً ينجذب إليه الزوار للاستمتاع برؤية عظمة هذا البئر وبنائه القديم، فضلاً عن الاسترخاء تحت أشجار النخيل التي تحيط به. لقد تم ذكر بئر هداج في قصائد الشعراء منذ العصور القديمة، ويُعتبر اليوم محور اهتمام خاص من قبل الجهات المعنية بالحفاظ عليه، نظرًا لمكانته التاريخية الهامة لكل من مدينة تيماء ومحافظة تبوك بشكل عام.
أحدث التعليقات