يعتبر المصران الأعور، المعروف أيضاً بالزائدة الدودية، ذا أهمية كبيرة في تعزيز المناعة، حيث يحتوي على نسيج لمفاوي يسهم في تنقية الجسم من أنواع البكتيريا والفيروسات المختلفة، مما يساعد على تعزيز المناعة. يتخذ المصران شكل حقيبة تخرج من القولون، ويقع بين الأمعاء الغليظة والأمعاء الدقيقة. رغم أن وظيفة الزائدة الدودية ليست واضحة تماماً، إلا أنها تلعب دوراً في المناعة المخاطية وقد تُعتبر مكاناً لتخزين المواد الهضمية النباتية.
المصران الأعور هو عبارة عن هيكل صغير على شكل أسطوانة ذات نهاية مغلقة، يقع عند بداية الأمعاء الغليظة. يتراوح طول المصران الأعور في الإنسان عادةً بين 2 و20 سم، ليصل إلى حوالي 11 سم في المتوسط، ويبلغ قطره بين 7 إلى 8 ملم. وسجلت أطول زائدة دودية في مريض بكرواتيا بطول 26 سم. يقع المصران الأعور في الجزء السفلي الأيمن من البطن، بالقرب من الورك الأيمن، وتعتبر وظيفته أساساً مناعية بسبب كثرة الأنسجة اللمفاوية الموجودة فيه.
يظهر التهاب الزائدة الدودية أو المصران الأعور بشكل شائع بين الأطفال دون سن العاشرة. من أبرز أعراض هذا الالتهاب الألم البطني، الذي يبدأ غالباً حول منطقة السرة ثم ينتقل إلى الجزء السفلي الأيمن من التجويف البطني، وهو الموقع الأهم في الحالات المرضية. كما يُظهر المريض فقداناً للشهية، وضعفاً عاماً، مع شعور بالغثيان والاستفراغ، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة. قد يعاني الطفل المصاب من قلة الحركة ويشعر بالألم والخوف. من المهم استشارة الطبيب لمتابعة الوضع، حيث إن هناك احتمال حدوث انفجار في المصران الأعور مما ينجم عنه تسرب سائل قيحي إلى تجويف البطن، مما يجعل الحالة أكثر تعقيداً وخطورة.
يتم تشخيص الحالة استناداً إلى السيرة المرضية للمريض وظهور الأعراض المذكورة أعلاه، سواء مجتمعة أو مفردة، تبعاً لمدى التهاب الزائدة الدودية. بالإضافة إلى الفحص السريري من قبل الطبيب، قد تتطلب الحالة إجراء فحوصات مخبرية ترتبط بشكل وثيق بالسيرة والفحص. في بعض الأحيان، يلجأ الأطباء إلى الفحوصات الشعاعية أو التصوير بالأشعة فوق الصوتية أو التصوير الطبقي. يتم علاج التهاب الزائدة عادة عبر عملية جراحية لإزالة الزائدة، أو باستخدام المنظار، الذي يتيح للطبيب رؤية تجويف البطن من الداخل وإجراء الاستئصال عبر شاشة عرض. على الرغم من استخدام أدوات جراحية، إلا أن المريض قد يشعر ببعض الألم. كما يمكن استخدام العلاج الدوائي مثل مسكنات الألم والملينات، مع ضرورة الراحة الكاملة بعد الجراحة والامتناع عن تناول الطعام أو الشراب قبله. يفضل العودة للأنشطة اليومية بشكل تدريجي، مع الحرص على تناول وجبات سائلة بعد العملية مباشرة.
أحدث التعليقات