يستمد الإنسان طعامه لسد احتياجاته من العناصر الغذائية والطاقة الضرورية للقيام بنشاطاته المختلفة. يتمثل دور الجهاز البولي في التخلص من المخلفات السائلة، والمعروفة باسم اليوريا، والتي تزيد عن حاجة الجسم، حيث يُساهم هذا الجهاز أيضًا في الحفاظ على توازن المواد الكيميائية مثل الصوديوم والبوتاسيوم، من خلال إخراج العناصر الزائدة، بالإضافة إلى الاحتفاظ بكمية الماء المناسبة بالجسم.
تُنتج كميات كبيرة من اليوريا نتيجة تناول اللحوم والدواجن وبعض الخضروات، وهي أغذية غنية بالبروتين، ويتم تصفية هذه المركبات من الدم من خلال الكلى، حيث يتم نقلها إلى البول مع بقية الفضلات.
تقع الكليتان خارج تجويف البطن، تحديدًا في منطقة الظهر، بالقرب من الطرفين السفليين للعمود الفقري. وتتميز الكليتان بموقعهما خلف الغشاء المصلي البطني، مما يجعلهما تلامسان عضلات الظهر، وتحاط كل كلية بطبقة من الدهون لحمايتها من الأضرار المحتملة. تتميز الكلية اليسرى بارتفاعها قليلاً مقارنة بالكلية اليمنى، بسبب كبر حجم الكبد من الجهة اليمنى. أما شكل الكلية فيشبه حبّة الفول، ويبلغ وزن كل كلية تقريباً 150 جراماً، وتتألف من القشرة الخارجية ونخاع كلوية في الداخل، مع وجود تجاويف تُعرف بالكؤوس الكلوية (Calyces) واثني عشر فصاً متصلة بأنابيب كلوية صغيرة تضم كليونات، كل منها تحتوي على محفظة بومان.
تُعتبر الكلية من الأعضاء الحيوية الأساسية في الجسم، ورغم صغر حجمها إلا أن لها العديد من الوظائف الحيوية الضرورية. فهي تقوم بتنقية الدم من السموم، حيث تعمل كفلتر يُزيل جميع الترسّبات والسموم. كما يمكن مقارنة عملها بمحطة لتنقية المياه.
يمتلك الإنسان الطبيعي كليتين، لكن يمكن للمرء العيش بكلية واحدة، حيث تقدم الكلية الوحيدة نفس الوظائف بشكل كامل. يدعم عمل الكلية المحافظة على مستويات مناسبة من الأملاح والمياه والأحماض والعناصر الغذائية في الجسم، ويُعتبر التخلص من هذه المواد عبر البولينا الناتجة عن تحلل البروتينات وظيفة أساسية. ويمكن تلخيص وظائف الكلية كما يلي:
تتعرض الكلى، مثلها مثل باقي أعضاء الجسم، للعديد من المشاكل والخلل في الأداء. يمكن أن تصاب الكلى بأمراض مزمنة قد تكون خطيرة أحيانًا بسبب الترسبات التي تؤثر على الوحدات الكلوية. مما يؤدي إلى عدم قدرتها على التخلص من الفضلات، وهذا يُعدّ شائعاً نتيجة ارتفاع ضغط الدم المزمن، داء السكري، العدوى البكتيرية، أو الإفراط في استخدام الأدوية والمخدرات.
يمكن تشخيص أمراض الكلى من خلال ارتفاع مستوى اليوريا في الدم، مع إجراء الفحوصات اللازمة للدم والبول وكذلك التصوير بالموجات الصوتية. قد تؤدي مشاكل الكلى إلى احتباس السوائل بالجسم، الذي يعرف بالوذمة، وضعف العظام وزيادة خطر الكسور، بالإضافة إلى ارتفاع غير متوقع في مستويات البوتاسيوم مما يؤثر سلبًا على وظائف القلب. كلما تفاقمت هذه الأعراض، ازدادت الحاجة إلى عمليات غسيل الكلى أو زراعتها؛ لذا يُوصى باتخاذ الخطوات التالية للحفاظ على صحة الكليتين:
يمكن أن يكون خيار زراعة الكلى من متبرع آخر للعلاج من الفشل الكلوي الحاد. إلا أن تحدي هذه العملية يكمن في احتمال عدم تقبل الجسم للكلية الجديدة. لتجنب هذه المشكلة، يتم إجراء مجموعة من الفحوصات للتأكد من توافق الكلية مع جسم المريض، وفي بعض الحالات، يستمر المريض في تناول أدوية مثبطة للمناعة بعد العملية مع إمكانية القيام بجلسات غسيل كلى لضمان نجاح الزراعة.
يُدرك الجميع أهمية الكلى في جسم الإنسان، لكن هل نعرف موقعها بدقة؟
أحدث التعليقات