موقع الزائدة الدودية في الجسم

موقع الزائدة الدودية

تُعتبر الزائدة الدودية (Appendix) واحدة من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، وتتميز بشكلها الأنبوبي المغلق من أحد الطرفين، حيث يرتبط الطرف الآخر بمكون الأعور (Cecum) الذي يُعد الجزء الأول من الأمعاء الغليظة (Large Intestines). يتراوح طول الزائدة الدودية بين 8 إلى 10 سنتيمترات، بينما لا يتجاوز عرضها 1.3 سنتيمتر. تتواجد الزائدة الدودية في الجزء السفلي الأيمن من البطن، تحديدًا في النقطة التي تربط الأمعاء الدقيقة بالأمعاء الغليظة. من المهم الإشارة إلى أن جدار الزائدة الدودية يتكون من عضلات تساعد على دفع الإفرازات المخاطية إلى الأعور، وكذلك المواد المنقولة من الأمعاء الدقيقة. في حالة حدوث انسداد في الزائدة الدودية أو تعرضها لأي عوامل تمنعها من التخلص من محتوياتها، يمكن أن يحدث التهاب الزائدة الدودية (Appendicitis)، ويُعتبر انتفاخ الطبقة المبطنة لجدران الزائدة أحد الأسباب الشائعة وراء حدوث هذا الانسداد.

الوظيفة المحتملة للزائدة الدودية

حتى الآن، لم يتمكن الباحثون والخبراء من تحديد الوظيفة المحددة للزائدة الدودية في جسم الإنسان. يعتقد البعض أنها عضو غير ذي فائدة، مما جعلها تُسمى “الزائدة”. هذا الاعتقاد كان دافعًا للعديد من الأطباء لإجراء عمليات استئصال الزائدة الدودية في حالة حدوث مشاكل صحية، مثل الالتهابات. حتى في الحالات التي لا تعاني فيها الزائدة من التهاب، قد يفضل الأطباء خيار الاستئصال كاحتراز. في المقابل، يرى عدد من الباحثين أن للزائدة الدودية وظيفة مهمة، حيث يمكن اعتبارها موطنًا للبكتيريا المفيدة في الجسم، والتي تلعب دورًا حيويًا في عملية الهضم وتعزيز وظائف الجهاز المناعي.

فحوصات الزائدة الدودية

توجد العديد من الفحوصات الطبية التي يمكن إجراؤها لتشخيص المشكلات المتعلقة بالزائدة الدودية، ومن أبرزها:

  • الفحص الجسدي: يقوم الطبيب المختص بفحص منطقة البطن، مما يساعد في متابعة تطور الحالة الصحية المتعلقة بالزائدة.
  • التصوير المقطعي المحوسب: (Computed tomography scan) الذي يستخدم الأشعة السينية (X-Rays) لتحصل على صورة تفصيلية للزائدة الدودية، مما يسهل الكشف عن التهابها أو احتمالية انفجارها.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: (Ultrasound) يتم استخدام الموجات الصوتية للكشف عن علامات التهاب الزائدة، مثل تورمها أو انتفاخها.
  • العدّ الدموي الشامل: (Complete blood count) يعطي تصورًا عن حالة خلايا الدم البيضاء، حيث يُعتبر ارتفاع عددها علامة على وجود التهاب أو عدوى، كما يحدث عند التهاب الزائدة.
  • فحوصات إضافية: تشمل أنواع أخرى من الفحوصات مثل تصوير الرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (Positron emission tomography) للكشف عن الأورام النادرة في الزائدة.

التهاب الزائدة الدودية

يعتبر التهاب الزائدة الدودية من المشكلات الصحية الشائعة، حيث يمكن أن يُصيب الذكور والإناث، إلا أن الذكور أكثر عرضة للإصابة. يمكن لأي شخص بغض النظر عن عمره أن يتعرض لهذه الحالة، ولكن الأطفال والمراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و30 عامًا هم الأكثر عرضة. من المفيد التنويه أن التهاب الزائدة يمكن أن يكون حادًا أو مزمنًا، وهو من الحالات الصحية المعروفة. تشير التقديرات إلى أن حوالي 5% من سكان الولايات المتحدة قد يعانون من التهاب الزائدة الدودية في مرحلة ما من حياتهم. من الضروري أن يتلقى المصاب العلاج المناسب تحت إشراف الطبيب، لأن ترك الحالة دون علاج قد يؤدي إلى انفجار الزائدة وما ينتج عنه من عدوى.

فيما يتعلق بالأعراض التي تظهر على المصابين، غالبًا ما يشعرون بألم في البطن حول منطقة السرة، إلى جانب ألم في الجزء السفلي الأيمن من البطن. يبدأ الألم بشكل خفيف ثم يتصاعد ليصبح شديدًا. يمكن أن يشعر المريض أيضًا بأعراض مثل الألم العام، فقدان الشهية، الغثيان، التقيؤ، الإسهال أو الإمساك، انتفاخ البطن، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، بالإضافة إلى تحسن الشعور بعد إخراج البراز. عادةً ما يتم علاج التهاب الزائدة الدودية عن طريق الجراحة، وقد تُجرى العملية مباشرةً أو بعد إعطاء المضادات الحيوية، استنادًا إلى حالة الزائدة وما إذا كانت قد انفجرت أم لا.

Published
Categorized as الصحة والطب