تتنوع الآراء بين العلماء حول تحديد موقع الحطيم بالنسبة للبيت الحرام، وقد جاءت هذه الآراء على الشكل التالي:
تمت تسمية الحطيم بهذا الاسم نظراً لأنه كان مكسوراً عندما تم رفع الكعبة، فبقي بدون رفع بسبب حالته المحطمة. كما قيل إن الناس كانوا يضعون فيه ثيابهم عند الطواف، مما يجعلها تُصبح حطاماً مع مرور الزمن. وقد أشار الأزرقي إلى أنه لما كان الناس يقصدون الحطيم، كانوا يدعون على من ظلمهم فيه للدعاء عليه بعقاب من الله، وكانوا يعيشون تأثير تلك الأدعية. أما عن تسميته بالحجر، فلأنه يُعتبر جزءًا من حجر الكعبة.
ووفقاً لما ذكره ابن دريد في كتابه الجمهرة، فإن الحطيم يتضمن قبر هاجر وإسماعيل -عليهما السلام-، وهو جزء من الكعبة، بناءً على ما ورد في حديث عائشة -رضيَ الله عنها- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث سألت: (سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الجدار: أهو من البيت؟ فأجاب: نعم. فسألت: فلماذا لم يدخل في البيت؟ قال: إن قومك قد نقصتهم النفقة. سألت: فما شأن بابه مرتفعاً؟ قال: فعل ذلك قومك ليُدخلوا من شاءوا، ويمنعوا من شاءوا، ولولا أن قومك حديثو عهدين في الجاهلية، لخفت أن تُنكر قلوبهم، لنظرت أن أدخل الجدار في البيت، وأن ألصق بابه بالأرض).
عند رغبة المسلم في الطواف حول البيت، يبدأ الأشواط من الحجر الأسود وينتهي به، وذلك اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومراعاةً لما قام به، حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: (لتأخذوا مناسككم). وبعد ذلك، يحرص الطائف على جعل البيت يقع عن الجهة اليسرى منه، وهو الرأي الذي يتبناه جمهور العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة.
كما روى جابر بن عبد الله -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عندما قدم رسول الله مكّة، ذهب إلى الحجر فاستلمه، ثم مشى على يمينه، ورمل ثلاثاً ومشى أربعاً).
يرى الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلية أن الطائف يجب أن يمر من خلف الحطيم، ويعتبر ذلك فرضاً من فروض الطواف، وبالتالي، إذا دخل من أمامه أو مشى على حدوده، فإن طوافه يكون خاطئاً ولا يُعتمد، وذلك بناءً على ما ورد عن عائشة -رضيَ الله عنها- عندما سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل هو من البيت؟ فأجابها بنعم.
أحدث التعليقات