توجد الثقوب السوداء في أرجاء مجرة درب التبانة، حيث أظهرت الأبحاث الفلكية التي أجراها علماء الفضاء أن هناك الملايين من الثقوب السوداء منتشرة في الفضاء الخارجي. أقرب هذه الثقوب إلى كوكب الأرض يبعد عنّا حوالي 1600 سنة ضوئية، بينما الثقب الأسود العملاق المتواجد في مركز المجرة يبعد منا نحو 30 ألف سنة ضوئية. ورغم المسافات البعيدة، إلا أن تأثير الثقوب السوداء على كوكبنا يعد طفيفًا؛ إذ أن تأثير جاذبيتها يظهر فقط عند الاقتراب منها.
اكتشف العلماء وجود ثقب أسود عملاق يقع في مركز النظام الشمسي، والذي أُطلق عليه اسم “برج القوس (A)”، وهو كتلة ضخمة مظلمة تتمتع بجاذبية قوية تؤثر على كل ما يحيط بها. نظرًا للصعوبة المرتبطة بالدراسة المباشرة للثقوب السوداء، اعتمد العلماء على سلوك الأجسام القريبة من الثقب لتفسير خصائصه. استخدموا أيضًا أسلوب المحاكاة لبناء نموذج لمجرة درب التبانة ومراقبة حركة النجوم قرب هذه الكتلة المركزية، ووجدوا أنها تمتلك الخصائص الأقرب للثقوب السوداء.
تعتبر الثقوب السوداء (Black Holes) من الألغاز العلمية التي شغلت بال العلماء والباحثين في مجالي الفضاء والفيزياء، وتعود تسميتها بهذا الاسم لكثافتها العالية وقوة جاذبيتها التي تبتلع أي جسم قريب، بما في ذلك الفوتونات الضوئية. يُعزى اكتشافها عائدًا إلى توقعات عالم الفيزياء ألبرت آينشتاين في نظريته الشهيرة “النظرية النسبية” عام 1916. في حين أُطلق مصطلح “الثقب الأسود” لأول مرة من قبل العالم جون ويلر.
تشير الأبحاث العلمية المستندة إلى الأقمار الصناعية والتلسكوبات إلى أن الثقوب السوداء تتشكل نتيجة وفاة النجوم واستنفاد وقودها الهيدروجيني. فالنجم صغير الحجم قد يتحول إلى قزم أبيض أو نجم نيوتروني، بينما النجوم الكبيرة الحجم تتجه نحو التحول إلى ثقوب سوداء صغيرة ذات كثافة عالية. ترجع جاذبية الثقوب السوداء القوية إلى كتلتها الكبيرة، التي تعادل ثلاثة أضعاف كتلة الشمس. وتزداد أحجام هذه الثقوب بفضل سحبها للنجوم والغبار النجمي القريب منها. بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن الثقوب السوداء الواسعة الحجم، التي تعادل ملايين أضعاف كتلة الشمس، تتواجد في مراكز المجرات في الكون. حتى الآن، لم يتوصل العلماء إلى فهم شامل لكيفية تكوّن الثقوب السوداء الكبيرة، ولكن هناك عدة نظريات، منها:
يسعى الباحثون لوضع نظريات واستقراء البيانات المتعلقة بالثقوب السوداء من أجل فهم الكون ومكوناته بشكل أعمق، وتوظيف النظريات الفيزيائية واختبار صحتها. ما زالت بعض الجوانب المتعلقة بخصائص الثقوب السوداء بحاجة إلى دراسة، مثل فهم الصور التي تلتقطها التلسكوبات لتوضيح توهج هذه الكتل المظلمة وطبيعة المواد المكونة لها.
أحدث التعليقات