من هو الصحابي الذي حج سرًا؟ وما هي أبرز صفاته؟ فهناك واحدًا من الصحابة كان قلبه متعلقًا كثيرًا بالبيت الحرام وكان يشتاق للحجة، ودفعته شجاعته إلى التسلل في سرية تامة لإجراء الحج دون علم قومه، فمن هو الصحابي الذي حج سرًا؟ وهذا ما سنتعرف إليه اليوم من خلال موقع سوبر بابا.
في عهد أول الخلفاء الراشدين سيدنا أبو بكر الصديق – رضى الله عنه- قام واحدًا من الصحابة الذي كان يجاهد في سبيل الله – عز وجل- بالحج سرًا ومتخفيًا لكيلا يعلم جيوش الأعداء بغيابه، ويستغلون ذلك لهزيمة المسلمين، فمن هو الصحابي الذي حج سرًا؟
سيف الله المسلول هو الصحابي الذي حج سرًا وهو خالد بن الوليد – رضى الله عنه-، حيث إنه في عام 12 من الهجرة النبوية المشرفة كان هذا الصحابي يقود جيش المسلمين من الشام والعراق لمحاربة جيوش الفرس والروم المتعاونين ضدهم.
فتمكن بواسطة من معه من المسلمين في تلك المعركة من تحقيق النصر وإلحاق الهزيمة الساحقة بالأعداء، فلما أيقن الصحابي خالد بن الوليد قائد الجيش النصر بالفعل ذهب لتحقيق الأمر الذي طالما كان يشغل قلبه إلى جانب الجهاد في سبيل الله وهو الحج وزيارة بيت الله الحرام.
حيث إنه تخفي وذهب سرًا بعدما أمر جنوده أن يعودوا إلى مدينة الحيرة، وذلك من خلال تظاهره أنه يسري في مؤخرة الجيش ثم انسحب تدريجيًا.
بدأ خالد بن الوليد رحلته للحج وقد كان معه قلة قليلة من أصحابه يرافقونه، ولم يخبر الخليفة أبو بكر بذلك، ولكيلا تضيع الكثير من الأيام منه خلال رحلته السريعة لقضاء الحج سلك من الصحراء دروبًا لا يعرفها ولم يكن معه دليلًا يرشده، وذلك في أخر 5 أيام من شهر ذي القعدة.
في حقيقة الأمر إن ما أرشد خالد بن الوليد وصحبته في دروب الصحراء هو صدق نيته، حيث إنه استطاع الوصول بالفعل بكل سهولة وقضى مناسك الحج ولكنه كان متعجلًا لكي يعود لمدينة الحيرة ليلحق بمؤخرة الجيش مجددًا.
حتى لا يلحظ أحد غيابه، وبالفعل عاد مع أصحابه بعد حلاقة رؤوسهم لأداء مناسك الحج، والتحقوا بالجيش، لكن الخبر انتشر بين الجنود فطلب صاحب الساقة خالد ابن الوليد لمعاتبته.
اقرأ أيضًا: من هو ذو القرنين المذكور في سورة الكهف
علم حينها الخليفة أبو بكر الصديق بما فعله خالد بن الوليد حول قيامه هو وبعض المجاهدين بالحج سرًا دون اخباره، وعاقبه من خلال إرساله من العراق إلى بلاد الشام لقيادة الجيش في غزوة اليرموك.
رأى عمر بن الخطاب أن الأفضل أن يقوم أبو بكر الصديق بعزل خالد بن الوليد بدلًا من توليته قيادة جيش الشام، ولكن كان رد أبو بكر الصديق أنه عزم على فعل ذلك لكي ينسى الروم وساوس الشياطين بواسطة خالد بن الوليد.
كما أرسل أبو بكر الصديق رسالة إلى خالد ابن الوليد قائلًا:
“سر حتى تأتي جموع المسلمين باليرموك فإنهم قد شجُوا وأشجَوا وإياك أن تعود لمثل ما فعلت، فإنه لم يشج الجموع من الناس بعون الله شجاك، ولم ينزع الشّجى من النّاس نزعك، فليهنئك أبا سليمان النيّة والخطوة، فأتمم يتمم الله عليك، ولا يدخلنّك عجب فتخسر وتخذل، وإياك أن تدل بعمل فإن الله له المنّ وهو ولي الجزاء“.
تعرفنا من خلال إجابتنا عن سؤال من هو الصحابي الذي حج سرًا أنه هو سيف الله المسلول الصحابي خالد بن الوليد، وحان الآن أن نلقي نظرة عن حياته، وصفاته لكي تكونوًا أكثر إلمامًا بالمعلومات عنه، وإليكم بذلك في السطور التالية:
ولد خالد بن الوليد في عام 562 وذلك في مكة المكرمة، فهو صحابي جليل من أصحاب الرسول – صلى الله عليه وسلم- واسمه بالكامل هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القريشي.
كان والد خالد بن الوليد سيدًا في بني مخزوم، ولُقب باسم ريحانة قريش، أما عن أمه فهي لبابة بنت الحارث وهي أخت أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث، لقد مدح سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- قائلًا:
“ نعمَ عبدُ اللهِ خالدُ بنُ الوليدِ؛ سيفٌ من سيوفِ اللهِ“.
استكمالًا لموضوعنا الذي يجيب عن سؤال من هو الصحابي الذي حج سرًا، فإننا في السطور التالية سوف نتناول عرض بيانًا عن إسلام ذلك الصحابي الذي تسلل من وسط جيشه من أجل قضاء مناسك الحج.
فإن خالد بن الوليد اعتنق الإسلام بعد أن تجاوز عمر الأربعين، وذلك عقب أن أرسل له أخوه قائلًا له ” لقد سألني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عنك، فقال أين يكون خالد؟ فقلت له: يأتي به الله.
فرد الرسول قائلًا: ما مثله قد جهل الإسلام، ولكنه لو كان يجعل نكايته مع المسلمين بدلًا من المشركين لكان خيرًا له، ولقدمناه على غيره، ثم قال أخو الصحابي خالد بن الوليد له فاستدرك يا أخي ما فاتك من الإسلام فقد فاتتك المواطنة الصالحة.
فخرج حينها خالد بن الوليد على فرسه وكان متجهًا إلى المدينة ومعه كُلًا من عمرو بن العاص وكذلك عثمان بن طلحة، ووصلوا إلى النبي محمد – صلى الله عليه وسلم-، وذلك في السنة الثامنة من الهجرة حيث يوم 1 من شهر صفر.
فلما دخل خالد بن الوليد على الرسول – صلى الله عليه وسلم- سلم عليه، وطلب منه أن يستغفر له، وأسلم الصحابي الجليل خالد بن الوليد – رضى الله عنه- في السنة 8 من الهجرة، وهو عمره 40 سنة، ومعه عمرو بن العاص.
من الجدير بالذكر إنه ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال تعبيرًا عن فرحته بإسلام خالد بن الوليد ” الحمد لله الذي هداك للإسلام، فقد كنت أرى أن لك عقلًا ورجوت ألا يسلمك إلا للخير”.
كما أنه يُجدر بالإشارة قول إن إسلام خالد بن الوليد -رضى الله عنه- كان قبل فتح مكة المكرمة بنحو 6 أشهر فقط.
اقرأ أيضًا: من هو لقمان الحكيم هل هو نبي
إلى جانب طرح سؤال من هو الصحابي الذي حج سرًا، ظهر تساؤل آخر وهو ما هي صفاته، حيث إننا في هذه الفقرة سوف نشير إليها بوضوح.
فبالنسبة لصفات خالد بن الوليد – رضى الله عنه- الخَلقية، فإنه كان يتمتع بالقوة وفي جسده، وذلك كما ورد عن قيس بن أبي حازم قوله
” سَمِعْتُ خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ يقولُ: لَقَدِ انْقَطَعَتْ في يَدِي يَومَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أسْيَافٍ، فَما بَقِيَ في يَدِي إلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ“.
أما عن الصفات الخُلقية التي تحلى بها الصحابي الذي حج سرًا أي خالد بن الوليد، فهي تكون كالآتي:
ذكر أن الصحابي الجليل خالد بن الوليد – رضي الله عنه- والذي أوضحنا أنه أدى مناسك الحج في الخفاء عند إجابتنا عن سؤال من هو الصحابي الذي حج سرًا أنه تزوج من 3 سيدات وهم:
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته وما الدليل على ذلك
سوف نتطرق بشكل أكثر في موضوعنا الذي يعرض لكم إجابة سؤال من هو الصحابي الذي حج سرًا، حيث إننا سوف نشير فيما يلي إلى الغزوات التي شارك فيها الصحابي الجليل خالد بن الوليد – رضي الله عنه-:
وقعت تلك الغزوة عقب موت الصحابي الحارث بن عمير الأزدي الذي أرسله النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل لكي يدعوه إلى الإسلام فقتله هو وجيوشه.
حيث إنه حينها بعث الرسول مجددًا جيشًا من المدينة متجهين إلى بلاد الشام كان بقيادة زيد بن حارثة، ثم أتى بعده عبد الله بن رواحة، وكان من ضمن الجنود خالد بن الوليد – رضى الله عنه-.
استطاع الصحابي خالد بن الوليد الجهاد بفاعلية من خلال مساعدة المسلمين في شن هجمات سريعة على الأعداء، والعمل على تغيير الخطة، لخروج المسلمين من هذه المعركة بأقل الخسائر المتاحة.
روي عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- أنه قال “ ثمَّ أخَذ الرَّايةَ سيفٌ مِن سيوفِ اللهِ خالدُ بنُ الوليدِ ففتَح اللهُ عليه” ولذلك تم تلقيب خالد بن الوليد – رضي الله عنه- بسيف الله.
في سياق عرضنا لإجابة سؤال من هو الصحابي الذي حج سرًا فإنه يجدر بالإشارة أن نعرض لكم الغزوات والفتوحات التي شارك فهذا الصحابي وهو خالد بن الوليد – رضي الله عنه-، حيث إنه من أبرزها هي فتح مكة.
وقع فتح مكة بالتحديد في العام الثامن من الهجرة، وذلك بعد مخالفة المشركون لصلح حديبة، حيث إن الرسول – صلى الله عليه وسلم- تجهز هو ومجموعة من المسلمين لدخول مكة.
كان من ضمنهم خالد بن الوليد – رضي الله عنه- الذي أمره النبي – صلى الله عليه وسلم- هو ومجموعة من الفرسان بعد تمكنهم من هزيمة المشركين والطوق حول البيت الحرام مبكرين أن يهدموا صنم العزى وهو أكبر أصنام قريش.
لقد أرسل النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- إلى منطقة تبوك مجموعة السرايا ومن ضمنهم سرية خالد بن الوليد، حيث إنه تمكن بقوته وشجاعته أن يأخذ أكيدر بن عبد الملك النصراني أسيرًا إليه.
قاتل خالد بن الوليد – رضي الله عنه- قتالًا بارعًا في غزوة حنين على الرغم من إصابتهم بجراحات عديدة، إلى أن حقق النصر للمسلمين، ولقد كلفه الرسول – صلى الله عليه وسلم- بذلك السير إلى الطائف لكي يتم تحقيق النصر في غزوة حنين.
لم تقتصر بطولات ومعارك خالد بن الوليد – رضي الله عنه- على ذلك، فإنه هناك مواقف أخرى شارك فيها وهي كالآتي:
اقرأ أيضًا: من هو اليتيم في القران
مات الصحابي الجليل خالد بن الوليد بمدينة حمص وذلك كانت في خلافة عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما- وكان في سنة 21 للهجرة، وقيل البعض أنه توفي في المدينة المنورة.
من الجدير بالذكر قول إن خالد بن الوليد – رضي الله عنه- توفي عن عمر يناهز 55 سنة، حيث إنه قضى ذلك العمر في الجهاد في سبيل الله، وقد ذكر أنه بكى أثناء احتضاره بسبب وفاته من المرض على فراشه وليس في المعارك أو الغزوات.
إن الصحابي الذي حج سرًا هو خالد بن الوليد – رضي الله عنه- وفعل ذلك خشية من نيل الأعداء من المسلمين في غيابه، فلقد كان قلبه مليء بحب البيت الحرام وأداء مناسك الحج.
أحدث التعليقات