من علامات حب الله لك اصرارك على التوبة، فعندما يجد المرء في نفسه واعظًا كلما أذنب كان دليلًا على محبة الله له، إذ إن محبة الله منزلة عظيمة لا يشقى من نالها، ولا ينالها إلا من سعى إليها، فما علامات حب الله للعبد، وكيف ينال تلك المحبة؟ نجيب عن ذلك عبر موقع سوبر بابا.
بين لنا كتاب الله عز وجل أن الله عز وجل يحب عباده، ويرضى عنه، فقال تعالى: “سَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ…”(المائدة/53)
توجد العديد من علامات حب الله للعبد منها إصراره على التوبة، فكلما يذنب يوفقه الله للمسارعة في التوبة والإنابة، من أجل أن يغفر الله له ذنبه، حيث قال تعالى: “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (آل عمران/31)
كما أنه يوفقه للاستزادة من كل وجه من وجوه الخير، ويحفظ له جوارحه، فقال تعالى في سورة محمد: “وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ” (17)
اقرأ أيضًا: أحاديث قدسية عن التوبة
إثر الحديث عن علامات حب الله بيّنا أنه من علامات حب الله لك اصرارك على التوبة، واستكمالًا لذلك نبين كيف السبيل إلى تلك المحبة.
فتحصل محبة الله للعبد من خلال تلاوته لكتابه، وتدبر معانيه وأحكامه، ثم العمل بها، فعندما لزم أحد الصحابة صورة الإخلاص وأخبر النبي أنه يحبها قال له عليه الصلاة والسلام: “أخبِروه أنَّ اللهَ يُحِبُّه“
قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-: “ينبغي لتالي القرآن العظيم أن ينظر كيف لطف الله – تعالى – بخلقه في إيصال معاني كلامه إلى أفهامهم وأن يعلم أن ما يقرأه ليس من كلام البشر، وأن يستحضر عظمة المتكلم – سبحانه -، ويتدبر كلامه“.
بأن يذكره بلسانه وسائر جوارحه وقلبه، كما أنه يذكره في الضيق والفرج، في الصحة والمرض، وعلى أي حال، فمتى حقق العبد ذلك حصل على معية الله ومحبته سبحانه وتعالى.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ اللهَ تعالى يقولُ: أنا مع عبدي ما ذكَرني، وتحركَتْ بي شفَتاه“.
فيكثر العبد من النوافل من أجل نيل محبة الله عز وجل، والتي لها بالغ الأثر في سعادة العبد في الدنيا والآخرة.
يقول الله -عز وجل- في الحديث القدسي: “ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ؟”
فمن علم عن الله عز وجل، واستشعر أسمائه وصفاته بقلبه.. أحبه ورغب في القرب منه، وعمل على طاعته فنال بذلك محبة الله له.
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة التوبة بالتفصيل
فيجاهد العبد نفسه، ويهزم هواه، فعندما يجد في نفسه إقبالًا على المعصية وحبًا لها، خالف هواه وجاهد شيطانه.
يقول ابن تيمية: “يحتاج المسلم إلى أن يخاف الله وينهى النفس عن الهوى، ونفس الهوى والشهوة لا يعاقب عليه، بل على اتباعه والعمل به، فإذا كانت النفس تهوى وهو ينهاها، كان نهيه عبادة لله، وعملًا صالحًا”.
بأن يكون قلبه خاشعًا لله خائفًا من معصيته ومن غصبه تعالى، فيجتمع في قلبه تعظيم الله ومحبته والخوف منه ورجائه.
قال ابن القيم: “الحق أن الخشوع معنى يلتئم من التعظيم والمحبة والذل والانكسار”.
فيحافظ على قلبه من الفساد، فإذا فسد القلب لم يجد المرء سعادة أو نفعًا، أما السبيل لمحبة الله عز وجل بسد كل باب للفتنه، والبعد عن كل ما يُبعده عن ربه.
قال تعالى في سورة الشعراء: “يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)“
اقرأ أيضًا: معلومات عن علامات عدم رضا الله عن العبد
فأكثر ما يعين العبد على الطاعة هي الصحبة الصالحة، فينتقي منهم أطيب الثمار، ويستعين بهم على طاعة الله، اجتمعوا فيه وإليه.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “قال اللهُ: وجَبتْ مَحَبَّتِي للمُتحابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاوِرينَ فيَّ، والمُتباذِلينَ فيَّ.“
إن حب الله للعبد منزلة عظيمة، وفضل كبير، يفرح به العبد المؤمن، ويتمناها كل مسلم، ولكي تنال محبة الله عز وجل، يجب الامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، وكثرة العبادات لكي ترضيه.
أحدث التعليقات