محمود درويش: الشاعر الفلسطيني

محمود درويش هو شاعر فلسطيني بارز، قدّم للعالم من خلال قصائده سردية معاناة الشعب الفلسطيني، تلك السردية التي تحتاج إلى روايتها ببقاءٍ حي في الأذهان. لقد قام درويش بتدوين هذه الحكاية بأسلوب شعري يُعرف به، بحيث تتاح للأجيال التي ولدت خارج فلسطين فرصة التعرف على معاناتهم. وتبقى حياة محمود درويش متشابهة مع حياة أي طفل فلسطيني في عصره، إلا أنه اختار أن يكون الناقل للكلمة والصورة، من خلال شعره الذي مزج بين الوطنية، الحب، والذكريات. لا يزال اسم محمود درويش يتردد بقوة في أروقة الأدب العربي المعاصر.

نبذة عن حياته

وُلد محمود سليم حسين درويش في 13 مارس 1941 في القرية المهجرة البروة في الجليل. بدأ شغفه بالشعر في سن مبكرة من خلال سماعه لقصائد جده. وعندما سأله جده في أحد الأيام: “ماذا تريد أن تكون عندما تكبر يا محمود؟” أجابه بحماس: “أريد أن أكون شاعراً وأكتب قصائد طويلة مثل المعلقات.” ومن هنا، وُلدت قصيدته الشهيرة “جدارية”. كما عكس درويش في قصيدته “بطاقة هوية” تجاربه كلاجئ، واصفاً رحلة عائلته من البروة إلى لبنان ثم عودتهم إلى فلسطين عبر قرية دير الأسد.

مراحل حيوية في حياة درويش

درس محمود درويش المرحلة الثانوية في مدرسة يني الثانوية، وبعد تخرجه انضم إلى الحزب الشيوعي وعمل في صحيفة “الاتحاد” التابعة للحزب. وقد عاش في حيفا تحت الإقامة الجبرية لمدة عشر سنوات (1960-1970) نتيجة مواقفه الوطنية، حيث تم اعتقاله أكثر من خمس مرات. تمكن محمود درويش من السفر إلى موسكو في عام 1971 لمتابعة دراسته الجامعية، حيث قضى هناك عامًا.

في عام 1972، انتقل إلى القاهرة حيث قرر الالتحاق بمنظمة التحرير الفلسطينية، وأصدر ديوانه “أحبك أو لا أحبك”. وفي عام 1973، لجأ إلى بيروت حيث عاش حتى عام 1982، حيث كان نشطاً في الأحداث الفلسطينية مع منظمة التحرير وقائدها ياسر عرفات. خلال إقامته في بيروت، عاش درويش أحداث الحرب الأهلية، وكتب ديوان “تلك صورتها وهذا انتحار العاشق”. كما أسس في عام 1981 مجلة “الكرمل” وشغل منصب رئيس مركز أبحاث منظمة التحرير. بعد اجتياح القوات الإسرائيلية لبنان، عاش محمود درويش في عدة دول مثل الأردن وسوريا ومصر وتونس.

إصداراته الشعرية

أصدر محمود درويش حوالي 28 كتاباً، أغلبها دواوين شعرية، حيث أصدر أول ديوان له بعنوان “عاشق من فلسطين” عام 1966. وفيما يلي قائمة ببعض إصداراته:

كتبت سيرة حياة محمود درويش في كتاب بعنوان “في حضرة الغياب”، الذي نُشر عام 2006. كما تم إنتاج مسلسل تلفزيوني حول حياته يحمل نفس عنوان الكتاب، وتم عرضه في عام 2011.

أحدث أيامه ووفاته

توفي محمود درويش في 9 أغسطس 2008 في الولايات المتحدة الأمريكية بعد إجراء عملية قلب مفتوح في مركز طبي في هيوستن، مما أدى إلى دخوله في غيبوبة توفي على إثرها. تم دفن جثمانه في 13 أغسطس 2008 في رام الله.