يعتبر النبي نوح -عليه السلام- من أنبياء الله الذين اصطفاهم لحمل الرسالة، وهداهم إلى سراط الحق والعدل. يُعرف بأنه أبو البشرية الثاني بعد آدم -عليه السلام-، ووفقًا لبعض الروايات وُلد في دمشق. قام بدعوة الناس إلى عبادة الله وحده وإرشادهم إلى الطريق السليم، ولكن قوبلت دعوته من قبل شريحة واسعة من الناس بالرفض، مما استدعى أن يُغرقهم الله -عز وجل-.
أطلق على النبي نوح -عليه السلام- هذا الاسم نظرًا لكثرة بكائه. وهو يُعد من أولي العزم من الرسل، حيث استمر في تبليغ دعوته إلى قومه لما يقارب التسعة قرون ونصف. إن دعوته لقومه توفِّر العديد من الدروس والعبر التي يمكن أن تُستفاد منها، أبرزها الصبر وعدم فقدان الأمل، والإصرار على الدعوة، خاصةً لمن يمارسون الدعوة في وقتنا الحالي.
خصصت سورة كاملة في القرآن تتحدث عن قصة نوح -عليه السلام-، تُفصِّل الأحداث والوقائع التي مرت بها دعوته، بالإضافة إلى الهلاك الذي حل بقومه نتيجة تكذيبهم واستجابتهم السلبية لدعوته.
تبدأ قصة النبي نوح -عليه السلام- بدعوة قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تنفعهم في شيء، لكنهم قابلوه بالمعارضة والتكذيب، وفضلوا اتباع بعض قريتهم من الزعماء.
أصروا على استمرارهم في عبادة الأوثان، والتي كان أبرزها ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر. قال تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا). وقد تمسَّكوا بإنكار دعوته، وبهزأوا به وبعذاب ربهم.
استمرت دعوته مدة تسعة قرون ونصف مع استمرار عنادهم، حتى أمره الله -عز وجل- ببناء السفينة لينجو بها من العذاب الذي سيصيب القوم المكذبين. بدأ -عليه السلام- ببناء السفينة رغم الاستهزاء والانزعاج الذي واجهه من قومه.
عندما انتهى من بناء السفينة، أمره الله أن يأخذ معه من آمن ومن كل زوجين اثنين من الحيوانات، وتخلى عن أولئك الذين كفروا وتمرّدوا، حيث ترك -عليه السلام- زوجته وابنه مع قومه المكذبين. ثم فاض الماء من التنور في كل مكان، وأسفر الطوفان عن غرق قومه وكل من كان على وجه الأرض من بشر، قال تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ).
تحمل قصة النبي نوح -عليه السلام- العديد من الدروس والعبر التي ينبغي علينا التأمل فيها والاستفادة منها، ومن أبرزها ما يلي:
أحدث التعليقات