مكان ولادة سيدنا عيسى عليه السلام

مكان ولادة عيسى عليه السلام

تشير المصادر التاريخية إلى أن السيدة مريم وضعت ابنها عيسى -عليه السلام- في صحراء بيت لحم بفلسطين. وقد كانت ولادته -عليه السلام- معجزة فريدة، وفيما يلي التفاصيل حول ذلك:

الحمل والمخاض

كرست السيدة مريم حياتها لعبادة الله -تعالى- في مكان بعيد عن عائلتها. وفي يوم من الأيام، زارها جبريل -عليه السلام-، فتألّمت من قدرته، ولكنّه طمأنها بأنه رسول من الله مبعوث ليهبه غلاماً.

قال -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا* فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا* قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا* قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا).

بعد ذلك، حملت مريم بعيسى وسافرت إلى صحراء بيت لحم، حيث جاءها المخاض أثناء وقوفها بجانب جذع نخل. وفي خضم آلام المخاض، فتح الله -تعالى- نبع ماء من تحت قدميها، واهتزّت بجذع النخلة لتسقط الثمار. فشربت من الماء وأكلت من الرطب الذي فجره الله لها، ووضعت عيسى في تلك الصحراء، وقد قال -تعالى-: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا* وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا* فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا).

كلام عيسى في المهد

بعد الولادة، عادت مريم -بنت عمران- إلى قومها ومعها نجلها الرضيع. وعندما رأوها، اتهموها بالتهم السلبية واستغربوا من حالها، كما جاء في قوله تعالى: (قالوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئًا فَرِيًّا* يا أُختَ هارونَ ما كانَ أَبوكِ امرَأَ سَوءٍ وَما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا).

عند هذه النقطة، أشارت مريم إلى عيسى -عليه السلام- الذي كان ما زال في مهده، واعتقد الحاضرون أنها تمزح معهم. ولكن الله -تعالى- أتاح لعيسى أن يتحدث، حيث قال في القرآن الكريم: (قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا* وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُ وَيَوْمَ أَموتُ وَيَوْمَ أُبعَثُ حَيًّا).

نبوة عيسى عليه السلام

كبر عيسى -عليه السلام- وأصبح شابًا، فابتعثه الله -تعالى- بإنجيل لبني إسرائيل لدعوتهم إلى توحيد الله. وكان الحواريون المخلصين هم من آمنوا برسالته. ورغم مضايقات اليهود لمحاولتهم قتل عيسى -عليه السلام-، فقد حفظه الله من تلك المحاولات، فرفعه إليه حيًا، ولم يُصلب أو يُقتل كما يعتقد اليهود والنصارى. بل إن الله -تعالى- جعل شخصًا آخر يشبهه فقتل وصلب بدلًا منه.

وقد أوضح القرآن الكريم هذه النهاية في قوله تعالى: (وَقَولِهِم إِنّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبّهَ لَهُم وَإِنَّ الذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنهُ مَا لَهُم بِهِ مِن عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا، بَل رَفَعَهُ اللهُ إِلَيهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكيمًا).

Published
Categorized as إسلاميات