وُلِد إبراهيم -عليه السلام- في منطقة بابل بالعراق، وهناك آراء تشير إلى أنه وُلِد في دمشق، أو حران، أو حتى الأهواز. عُرف أنه نشأ في مجتمعٍ كان فيه توحيد الله -تعالى- غائبًا؛ حيث انحرفت البشرية عن عبادة الله وعبدوا ما عبدوا. وذكر المؤرخون المسلمون أن بابل، التي وُلِد فيها -عليه السلام-، كانت تعود إلى الكلدانيين، في زمن الملك الظالم المعروف بـ (النمرود).
بعثه الله -تعالى- في وقت تفشى فيه الشرك والكفر؛ ليعيد الناس إلى عبادة رب العوالم. وعندما شبَّ وتزوج سارة، هاجر بها وابن أخيه لوط -عليه السلام- إلى أرض الكنعانيين، وأقام في حران.
يجدر بالذكر أن إبراهيم -عليه السلام- كان يُشبه في خلقته النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، كما ورد في حديث عن ابن عباس: (كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ، فقالَ: إنَّه مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كافِرٌ، فقالَ ابنُ عَبَّاسٍ لَمْ أَسْمَعْهُ قالَ ذَاكَ، وَلَكِنَّهُ قالَ: أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إلى صَاحِبِكُمْ، وأَمَّا مُوسَى، فَرَجُلٌ آدَمُ، جَعْدٌ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إلَيْهِ إِذا انْحَدَرَ في الوَادِي يُلَبِّي). وقد امتهن -عليه السلام- مهنة البناء، حيث بنى الكعبة المشرّفة بمساعدة ابنه إسماعيل -عليه السلام-.
مكانة إبراهيم -عليه السلام- عظيمة، وقد عُبِّر عن فضله من خلال ما وصفه الله -تعالى- به وما ورد في السنة النبوية. فهو العبد الذي أحسن ووفّى، فكرّمه الله -تعالى- بالتكريم الذي يليق بمقامه، فجعل توحيد الله ملّته، وصفات أتباعه بأنهم العقلاء، وهو إمام الناس وقدوتهم.
الله -سبحانه وتعالى- خصّ ذرية إبراهيم بالنبوّة، حيث كان جميع الأنبياء من نسله، وآخرهم هو سيّد الخلق محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، والذي يُعبر عن استجابة الله لدعاء إبراهيم في طلبه أن يُرسل في أمة العرب رسولاً من بينهم.
ما اتصف به -عليه السلام- من هذه الصفات هو تقدير من الله -تعالى-، كما يتضح من قوله -عز وجل-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ*شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ*وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ).
أرسل الله إبراهيم نبيّاً إلى قومه في العراق، ليخرجهم من عبادة الأصنام والكواكب ويهديهم إلى توحيد الله. ثم أمره الله بالهجرة من العراق إلى بلاد الشام، وخاصةً فلسطين، بعد أن تمسّك والده وقومه بالكفر. وبعد ذلك، انتقل -عليه السلام- إلى مصر بسبب القحط في بلاد الشام، وعاد مرة أخرى إلى فلسطين بعد فترة من الزمن.
هناك من قال إن إبراهيم -عليه السلام- توفي فجأة، بينما قيل آخرون إنه مات بسبب مرضٍ أصابه. بالنسبة لعمره عند الوفاة، فقيل إنه كان عمره مئة وخمساً وسبعين سنة، وقيل أيضاً مئة وتسعين، وأحايين قيل مئتي سنة.
بالنسبة لمكان دفنه، يقال إنه وُدِع بجانب زوجته سارة في مغارة بحبرون (مدينة الخليل حالياً)، وقد دفنه ابناه إسماعيل وإسحاق -عليهما السلام-. والقول الشائع بين العلماء هو أن قبره -عليه السلام- موجود في فلسطين، وتحديداً في مدينة الخليل في تلك المغارة.
للحصول على مزيد من التفاصيل حول سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، يمكنكم مراجعة المقالات التالية:
أحدث التعليقات