مكان ولادة الإمام مالك

الإمام مالك بن أنس

الإمام مالك بن أنس هو واحد من أعظم الفقهاء والمحدثين في الإسلام. وُلد في المدينة المنورة في السنة الثالثة والتسعين للهجرة، وهو ينتمي إلى عائلة عريقة، حيث والده هو أنس بن مالك، أما والدته فهي عالية بنت شريك الأزدية. يُعرف الإمام بلقب “أبو عبد الله”، ويُصف بأنه طويل القامة، عريض المنكبين، وضخم الهيكل، ذو لون أشقر، وعينين زرقاوين، وشعر أبيض. وقد كان أصلع ويملك لحية كثيفة. وقد أشار عيسى بن عمر إلى جمال وجهه بقوله: (ما رأيت قط بياضاً، ولا حمرةً أحسن من وجه مالك). كما أثنى الإمام الشافعي عليه، فقال: (لولا مالك، وابن عيينة لذهب علم الحجاز). وقد توفي الإمام مالك في الرابع عشر من ربيع الأول من السنة المئة والتسعين للهجرة في عهد الخليفة هارون الرشيد، عن عمر يناهز الخامسة والثمانين. وقد صلّى عليه أمير المدينة عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن العباس، ودفن في البقيع.

ولادة الإمام مالك بن أنس ونشأته

ولد الإمام مالك في المدينة المنورة، التي تعتبر من أبرز وأقدس المدن في الإسلام، حيث شهدت هجرة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- واستقراره، وأصبح مرجعاً دينياً وعلمياً. دفن فيها العديد من الصحابة، واحتضنت الفقهاء السبعة. وقد لطف الله تعالى بالمدينة، حيث أرسل الملائكة لحراستها. نشأ مالك بن أنس في بيئة علمية غنية، حيث بدأ في طلب العلم منذ سن مبكرة، واستلهم معرفته من العلماء مثل ابن هرمز وربيعة الرأي ونافع مولى ابن عمر. وقد نقل عنه ثمانين حديثاً عُرفت بالسلسلة الذهبية. وسرعان ما أصبح مرجعاً للعلماء وطلاب العلم، حيث توافدوا من أماكن بعيدة للنهل من علمه وفتاواه. ورغم محاولات الخلفاء العباسيين لنقله إلى بغداد، إلا أنه ظل متمسكًا بالمدينة المنورة حتى وفاته، حيث اعتبره الكثير من العلماء من أبرز المراجع في العلم، وقد وصفه الإمام الشافعي بأنه لا يُمكن لأحد أن يرتقي لمستواه في المعرفة والدقة.

محنة الإمام مالك

تعرض الإمام مالك لمحنة قاسية في حياته، حيث كان الحكام في ذلك الوقت يفرضون على الناس الحلف بالطلاق عند البيعة. في تلك الأثناء، قام الإمام بنقل حديث يُفيد بأن (ليس على مقهورٍ يمينٌ)، ما اعتبره الحكام تشجيعًا على نقض البيعة، فتعرض للتعذيب بالضرب بالسياط. تركت السياط آثارًا على جسده، حتى كاد أن يفقد القدرة على الاعتدال بعد الضرب. وقد شهد طلاب العلم ما تعرض له مالك، لكن هذا الاعتداء لم يمنعه من الاستمرار في التعليم، بل زاد من احترامهم له. بعد التعذيب، عفا الإمام عن ضاربه، معبراً عن تخوفه من لقاء رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، حيث لا يريد أن يكون سببًا في دخول أحد النار. وقد عاقب المنصور في نهاية المطاف الضارب وجعله يتذوق ما فعله بالإمام.

Published
Categorized as إسلاميات