تميز ابن كثير بالثقافة الواسعة والعلم الغزير، حيث أجرى دراسات معمقة حول الدين الإسلامي، مما أسفر عنه إرث لا يقدر بثمن في مجال تفسير القرآن الكريم والسيرة النبوية.
أين وُلِدَ ابن كثير
للإجابة عن سؤال “أين وُلِدَ ابن كثير”، فإن الإمام عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع القرشي المعروف بلقب أبي الفداء، وُلِدَ في قرية مجدل التابعة لمدينة بصرى في سوريا عام 700 هـ. وقد كان والده خطيباً وعالماً في أحد مساجد المدينة:
- نشأ داخل بيئة دينية ملتزمة.
- توفي والده عام 703 هـ عندما كان صغيراً، فتولى تربيته أخوه كمال الدين عبد الوهاب، الذي انتقل معه إلى دمشق عام 706 هـ لاستكمال دراسته.
- برع منذ شبابه في مجالات التفسير والفقه والإفتاء، وأصبح مؤرخاً ونحويّاً وحافظاً للقرآن الكريم.
يمكنك أيضًا التعرف على:
تحصيل ابن كثير للعلم
تميز ابن كثير بشغفه بالعلم، حيث اعتمد على القرآن الكريم والسنة النبوية في دراسته للفقه، وقد تجلى ذلك من خلال النقاط التالية:
- أتم حفظ القرآن الكريم بالكامل في سن العشر سنوات، وذلك في عام 711 هـ، بالإضافة إلى حفظه لمتن خاص بالتنبيه.
- أظهر تقدمًا ملحوظًا في علم التفسير، بجانب حفظه للمختصر الخاص بابن الحاجب.
- استفاد من حفظ العديد من العلل والأسانيد والمتون، وتعرف على أبرز رجال التاريخ مفتتحًا حوارات علمية حول التفسير والفقه والنحو وغيرها.
- درس العلوم المختلفة على أيدي أعظم الشيوخ مثل ابن تيمية، والحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، والحافظ أبو الحجاج يوسف المزري، وأبو إسحاق الفزاري وغيرهم الكثير.
يمكنك أيضًا الاطلاع على:
سمات ابن كثير العقلية
تتميز ابن كثير بقدرات عقلية ساعدته في الحفظ من خلال ذاكرة قوية وفهم سريع، بالإضافة إلى مهارات إدراك واستيعاب وفهم صحيح:
- كان يتمتع بروح مرحة وسماحة نفس جعلت شيوخه وتلاميذه يحبونه.
- امتلك العديد من القيم والمبادئ التي ساهمت في عداله وعدم تحيزه للآراء إلا للحق، بعيداً عن العواطف.
- تحلى بالصبر والحلم وحسن الأدب والتقدير لكل الشيوخ، وعطف على الطلاب.
- استطاع بذكائه ورجاحة عقله أن يُفتى ويُظهر مظاهر الحلال والحرام وأيضًا المستحب والمكروه.
- كان مؤمناً بأهمية تغيير المنكر بالمعروف، ورسم أسس النصيحة الحسنة والقول بالحق بلا خوف من اللوم.
أبرز تلامذة ابن كثير
بالإضافة إلى معرفة مكان ولادته، أسس ابن كثير عددًا من المدارس العلمية والفقهية مثل المدرسة النورية الكبرى.
أنشأ دار الحديث الأشرفية والمدرسة التنكزية والمدرسة النجيبية والمدرسة الصالحية، حيث تتلمذ على يده العديد من العلماء البارزين:
- شرف الدين مسعود الأنطاكي النحوي.
- شيخ علم القراءات محمد بن أبي محمد بن الجزري.
- ابن أبي العز الحنفي.
- محمد بن إسماعيل بن كثير.
- محمد بن خضر القرشي.
- الحافظ أبو المحاسن الحسيني.
- الحافظ علاء الدين بن حجي الشافعي.
أهم مؤلفات ابن كثير
أسهم ابن كثير في تطور العلوم الدينية بمؤلفاته البارزة التي تناولت موضوع التفسير وعلوم القرآن والسنة، بالإضافة لأحكام الميراث والصيام والتاريخ والمناقب والعديد من الموضوعات الأخرى، ومن أهمها:
- كتاب فضائل القرآن.
- كتاب تفسير القرآن العظيم، الذي يُعتبر من أهم الكتب التي أُلفت في مجال التفسير المأثور.
- كتاب السيرة النبوية.
- كتاب قصص الأنبياء.
- كتاب البداية والنهاية الذي يتناول الحوادث حتى عام 767 هـ.
- كتاب طبقات الشافعيين.
- كتاب تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب.
- كتاب الفصول في السيرة.
- كتاب الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث.
- كتاب جامع المسانيد.
- كتاب النهاية في الفتن والملاحم.
- كتاب التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء.
- كتاب الاجتهاد في طلب الجهاد.
- وشرح صحيح البخاري الذي لم يكمله.
كيف وُلِيَّ ابن كثير
توفي ابن كثير في 26 شعبان عام 774 هـ في مدينة دمشق، وتم دفنه في المقبرة الصوفية بجوار شيخٍ من شيوخه المفضلين.
كان الشيخ ابن تيمية هو من أوصى بدفنه بالقرب منه، وقد قيل إن جنازته كانت مهيبة ورائعة، وقد حضرها العديد من الأشخاص تعبيرًا عن حزنهم لفقده.
أحدث التعليقات