تتميز الثعابين بنظام حسي متقدّم يسهل عليها العثور على فريستها، حيث تمتلك قدرة عالية على الشم، بالإضافة إلى حساسيتها للحرارة والاهتزازات. وتعتمد الثعابين على زوج من الأعضاء الموجودة في سقف أفواهها يُعرف باسم “جاكوبسون” أو “العضو الأنفي”، وذلك لجمع المعلومات حول بيئتها وصيدها بشكل فعّال. وتعمل عملية الشم عن طريق نفض الغبار عن اللسان، حيث تستخدم الثعابين ألسنتها لتجميع المواد الكيميائية من التربة والهواء. وتجدر الإشارة إلى أن اللسان نفسه لا يحتوي على مستقبلات للشم أو التذوق، إذ تتواجد هذه المستقبلات في الميكعي الأنفي أو عضو جاكوبسون في سقف الفم.
على الرغم من عدم امتلاك الثعابين لأطراف أمامية أو خلفية، إلا أن حواسها المتنوعة تعوض هذا النقص، حيث تلعب هذه الحواس دوراً مهماً في إبلاغ الثعبان بمحيطه. تمتلك بعض الأنواع، مثل الأفاعي الحفرة، فتحات خاصة بين الأنف والعين، مما يزيد من حساسية الثعبان تجاه التغيرات الطفيفة في درجات الحرارة. هذا يمكن الثعبان من تحديد موقع فريسته عن طريق استشعار حرارة أجسامها الدافئة.
تتغذى أفاعي الحفرة عادةً على الثدييات والطيور التي تحافظ على درجة حرارة جسمها، مما يسهل عليها عملية الاصطياد. حتى أدنى حد من الحرارة الذي يفقده الحيوان، حتى لو كان قارضًا صغيرًا، يُمكن أن يحفز الثعبان على توجيه هجوم سريع لتصيده.
من المهم أن نلاحظ أن أنف الثعبان لا يُستخدم فقط في الشم، بل يعتمد على الفم للشم والتغذية وإظهار التهديد. وبالتالي، فإن الوظيفة الأساسية للأنف هي التنفس، حيث يتم استنشاق الهواء بواسطة فتحتي الأنف ويمر عبر القصبة الهوائية إلى الرئة الوحيدة المتطورة التي تمتلكها الثعابين. ويعود ذلك إلى طول الجسم وضيقه.
إليك بعض الحقائق المثيرة حول حاسة الشم لدى الثعابين:
أحدث التعليقات