لم يتم تحديد مكان هبوط أمنا حواء وسيدنا آدم -عليه السلام- في النصوص الشرعية، بل ذُكر هبوطهما إلى الأرض بشكل عام. قال الله -تعالى-: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ).
وقد نقل بعض العلماء والمفسرين آراء عدة غير قاطعة بشأن موقع هبوط أمنا حواء وسيدنا آدم -عليه السلام-، وسنستعرض بعضاً من هذه الآراء فيما يلي:
أوصى الله -سبحانه وتعالى- سيدنا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء بعدم الأكل من شجرة معينة في الجنة، معلناً لهما إمكانية التمتع بكل ما في الجنة من خيرات، وذلك لابتلائهما. لكن الشيطان بدأ في وسوسته ليشجعهما على تناول ثمار تلك الشجرة، وعدهما بمكانة عظيمة وخلود في الجنة إذا قاما بذلك.
استجاب سيدنا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء لتلك الوسوسة وأكلا من الشجرة؛ مما أدى إلى أمر الله -تعالى- لهما بالخروج من الجنة والهبوط إلى الأرض، حيث يقول -تعالى-: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى* فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى* ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى* قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى).
فوراً بعد ذلك، سار سيدنا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء نحو التوبة وطلب المغفرة من الله -تعالى-؛ فغفر الله لهما ذنوبهما، وتاب عليهما، كما جاء في قوله -تعالى-: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
إن لهبوط سيدنا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء إلى الأرض حكم متعددة، ومن أهمها:
أحدث التعليقات