مكان غار حراء وما يحيط به

الوجهات التاريخية الإسلامية

ترتبط الدعوة الإسلامية في بداياتها بالعديد من المعالم البارزة التي تصلح لتكون عناوين دائمة حتى يومنا هذا. وقد أصبحت هذه المواقع مقاصد رئيسية للمسلمين من شتى أنحاء العالم الإسلامي. على هذه الأراضي سار النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث غرف من مناجاة ربه عز وجل طالباً النصر لدعوته، ومن هذه البقاع نزل الوحي بآيات تُتلى حتى يوم القيامة، آيات تميزت بالبركة التي عززت القيم الإنسانية ونشرت الرحمة بين الناس.

قد شهدت كل واحدة من هذه المواقع أحداثاً مميزة، وتوزعت في جميع أرجاء شبه الجزيرة العربية، لتبقى خالدة في ذاكرة المسلمين. بينما اختفى عدد من هذه الأماكن لأسباب متنوعة، لا يزال بعضها محفوظاً ويستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم. وفيما يلي نبرز أحد أشهر الأماكن التي لها صلة وثيقة بأحد أهم الأحداث المتعلقة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم والدعوة الإسلامية بشكل عام، حيث يُعتبر هذا المعلم نقطة انطلاق الدعوة المباركة إلى جميع أرجاء المعمورة.

غار حراء

قبل فترة من بعثته النبوية الشريفة، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يميل إلى الاعتزال والتأمل في هذا الكون الواسع وظروفه المتنوعة. واختار لهذه الغاية مكاناً بعيداً عن الأنظار، ليتمكن من التفكر والتأمل بمعزل عن المشاغل. وكان هذا الموقع هو غار حراء، الذي يُعد من أكثر الأماكن بركةً في شبه الجزيرة العربية، بل في العالم أجمع. ففي هذا الغار، كان النبي يجلس ثم نزل عليه الوحي لأول مرة، محملاً بأول آيات القرآن الكريم التي نورّت البشرية بكلماته الخالدة.

موقع غار حراء

يقع غار حراء شرق مدينة مكة المكرمة، أعلى الجبل المعروف بجبل النور أو جبل الإسلام. يبتعد هذا الغار نحو أربعة كيلومترات عن المسجد الحرام، ويرتفع تقريباً إلى حوالي ستمائة وأربعة وثلاثين متراً. يضاف إلى ذلك أن غار حراء يكون على الجانب الأيسر لمن يرغب في الذهاب إلى جبل عرفة، حيث تقام وقفة عرفة.

يتكون غار حراء من فتحة في الجبل، حيث يتجه مدخله نحو الشمال. يمتد طول الغار إلى أربعة أذرع، بينما عرضه يبلغ ذراعاً وثلاثة أرباع الذراع فقط، مما يسمح فقط بخمسة أشخاص للجلوس فيه في ذات الوقت. ويشاهد من داخل غار حراء اتجاه الكعبة المشرفة، حيث يمكن للزائر أن يطلع على مدينة مكة المكرمة ومبانيها.

Published
Categorized as معلومات عامة