توفي عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في مصر، وذلك في ليلة عيد الفطر من السنة الثالثة والأربعين للهجرة، عن عمر يناهز التسعين عاماً. وكان مكان دفنه في جبل المقطم من جهة الفج، حيث كان يسلك الناس هذا الطريق عند توجههم إلى بلاد الحجاز. ومن الجدير بالذكر أن جبل المقطم قد أكرمه الله -تعالى- بأن جعل فيه مقام أهل الجنة، إذ تحتوي على قبور عددٍ من الصحابة وأفراد من آل البيت وغيرهم من المسلمين. كما كان هذا الجبل يتميز سابقاً بكثرة أنهاره وأشجاره ونباتاته.
هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي. يُكنّى بأبي عبد الله، وقيل أيضاً بأبي محمد. أسلم في السنة الثامنة للهجرة قبل الفتح. وقد روى العديد من الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن رواة أحاديثه ابنه عبد الله، ومولاه أبو قيس، وأبو عثمان النهدي.
تولى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- الإمارة على مصر مرتين. المرة الأولى كانت خلال خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حيث أُمر بالسير إلى مصر مفتتحاً، وقد نجح في هذا الفتح. ولَّاه عمر -رضي الله عنه- عليها حتى وفاته. أما المرة الثانية فكانت خلال خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-، واستمر عمرو بن العاص -رضي الله عنه- واليًا عليها حتى وفاته في السنة الثالثة والأربعين للهجرة.
تميز عمرو بن العاص -رضي الله عنه- بعدة خصائص نذكر منها ما يلي:
أحدث التعليقات