موقع دفن خالد بن الوليد

يُعتبر خالد بن الوليد أحد الصحابة الكرام الذين تركوا بصمة عميقة في تاريخ الإسلام، حيث يُعرف بلقب “سيف الله المسلول”. وقد أشار العالم ابن تيمية -رحمه الله- إلى وجود آراء متعددة حول موقع دفنه -رضي الله عنه-، كما يلي:

• هناك قول بأنه توفي في المدينة المنورة ودفن هناك.
• يُعتقد أنه توفي في مدينة حمص بسوريا، وهذا هو الرأي الأكثر شيوعًا بين العلماء والمؤرخين، وقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- ذلك في كتابه “البداية والنهاية”، حيث يوجد مقامه على باب حمص.

توفي خالد -رضي الله عنه- في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عام 21 هـ نتيجة مرض ألم به، حيث كان في ذلك الوقت في الستين من عمره. وقد حسرت خالد -رحمه الله- قبيل وفاته بسبب عدم استشهاده في المعارك، حيث قال: “لقد شهدت كذا وكذا زحفًا وما من موضع في جسدي إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء”.

نشأة خالد بن الوليد وصفاته الرئيسية

خالد بن الوليد هو ابن المغيرة بن عبدالله بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب. وقد وُصِف بأنه كان يشبه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بملامح عديدة، واحتل مكانة مرموقة في قبيلة قريش قبل الإسلام، وكذلك بين الصحابة بعد إسلامه.

حظي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بسمات بارزة من القوة والفطنة العسكرية، حيث جاء على قدر عالٍ من الشجاعة والإقدام، علاوة على عدم خوفه في المعارك. لقد نشأ في الصحراء، حيث كانت قريش تُرسل أبناءها إلى هناك لتنمية شخصيتهم، وعاد إلى عائلته بعد أن أكمل ست سنوات من عمره.

أسلم -رضي الله عنه- بعد صلح الحديبية، إذ كانت إرادة النبي -صلى الله عليه وسلم- تتجه إليه، فأرسل يطلب من أخيه الوليد التحدث معه حول الإسلام. تأثر خالد بهذه الدعوة وشعر بسعادة بالغة بسبب اهتمام النبي به، مما دفعه للذهاب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- برفقة عمرو بن العاص، ليعلنا اعتناقهما للإسلام.

من فضائل خالد بن الوليد

عرف خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بذكائه وشجاعته وفطنته العسكرية، بالإضافة إلى حبه للجهاد في سبيل الله، مما جعله يُلقب بسيف الله. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان، حتى أخذ سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم”.

كما جاء في حديث وحشي بن حرب -رضي الله عنه- أنه قال: “سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين”.