تُعتبر الديانة الإسلامية آخر الرسالات السماوية التي أرسلها الله عز وجل إلى البشرية. وقد كلف الله سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بمهمة إبلاغ هذه الرسالة وتعليم الناس كيفية عبادة خالقهم. وكان للصحابة دور بارز في دعم الرسول ونشر رسالته، حيث كانت أمهات المؤمنين (زوجات الرسول) من أهم العوامل في هذا الأمر.
تُعد السيدة عائشة -رضي الله عنها-، التي كانت الزوجة الثالثة للرسول -صلى الله عليه وسلم- وابنة أبي بكر الصديق الخليفة الأول للمسلمين، مميزة بمرافقتها الدائمة للرسول. فقد نقلت العديد من الأحكام الإسلامية والأحاديث النبوية، مما جعلها مصدراً هاماً للاستشارة من قبل أعظم الصحابة عندما كانوا يواجهون صعوبات في فهم الأمور. وقد قال أبو موسى الأشعري: “ما أشكل علينا أصحاب رسول الله حديث قط، فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها من علم”.
تعتبر حادثة الإفك من الأحداث المؤلمة التي اتُهمت فيها السيدة عائشة -رضي الله عنها- بالزنا. ولكن الله سبحانه وتعالى برّأها من هذه التهمة وأرسل الوحي عبر جبريل بآيات كريمة تثبت براءتها. بدأت القصة في نهاية أحد الغزوات، حيث رافقت السيدة عائشة الرسول، وعندما انتهت الغزوة، ابتعدت قليلاً عن الجيش لتلبية حاجتها. وعندما عادت، اكتشفت أنها فقدت عقدها، مما اضطرها للعودة بحثاً عنه، فتخلفت عن الموكب الذي سار وتركها. وبقيت في انتظار عودتهم.
خلال فترة انتظارها، مرّ بها صفوان بن المعطل الذي أشار إليها بالطريق إلى منزلها. وهنا بدأت الشائعات تتردد للأسف، حيث اتهمت السيدة عائشة بالفاحشة. في تلك الأثناء، امتنعت الرسول عن التحدث إليها، مما جعلها تعود إلى منزل أهلها حتى أنزل الله براءتها في آياته الكريمة، عندما قال: “إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم”.
توفيت السيدة عائشة في ليلة الثلاثاء، الموافق 17 من شهر رمضان في عام 58 هجرياً، رغم وجود بعض الأقوال التي تشير إلى أنها قد تُوفيت في عام 59 هجرياً. وقد صلى عليها أبو هريرة -رضي الله عنه- ودُفنت في البقيع بالمدينة المنورة.
أحدث التعليقات