مكان توقف سفينة نوح عليه السلام

مكان رسو سفينة نوح

حدد القرآن الكريم الموقع الذي رست فيه سفينة نوح، حيث قال -تعالى-: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). وقد أشار العديد من المفسرين إلى أن لفظ “جودي” يرمز إلى جبل يقع في منطقة الموصل قرب التقاء نهري دجلة والفرات، وهو جبل يبعد قليلًا عن مدينة “أور”، التي كانت تمثل عاصمة السومريين القديمة.

قد أكد ذلك ما تم اكتشافه حديثًا، حيث أشار عالم الآثار الإنجليزي “ليونارد وولي” إلى أنه اكتشف مدينة أور، التي تحتوي تحتها على طبقة من الطمي النهري بارتفاع ثلاثة أمتار، وأسفل هذا الطمي توجد آثار تدل على وجود مجتمعات بشرية عاشت في تلك الفترة، وقامت مياه طوفانية هائلة بإغراقهم. ومع تراجع منسوب المياه، استوطن المنطقة الشعب السومري.

دعوة نبي الله نوح

أرسل الله -تعالى- الأنبياء والرسل إلى أقوامهم، وأيدهم بمعجزات تفهمها تلك الأقوام. وقد كان من بين هؤلاء الأنبياء نبي الله نوح -عليه السلام-، الذي بعثه الله -عز وجل- لدعوة قومه لعبادة الله -تعالى- وحده.

غير أن قوم نوح -عليه السلام- تنكروا لدعوته وكذبوا به، معتبرين أنه إنسان عادي يحاول التميز عن قومه بأقواله. واستمروا في تحريض أنفسهم لرفض دعوته والبقاء على ضلالهم وعبادة الأصنام. وقال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ* فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ). ومع ذلك، لم يؤمن معه سوى عدد قليل، وقد أنزل الله -عز وجل- عقابه على الكافرين من بينهم، وكان هذا العقاب هو الطوفان الذي أغرقهم جميعًا باستثناء من آمن مع نوح.

قصة الطوفان

أمر الله -تعالى- نبيه نوحًا ببناء سفينة وأخذ المؤمنين معه، إضافةً إلى أنواع مختلفة من الحيوانات للحفاظ على التجديد في الحياة. فالطوفان كان سيغرق جميع الكائنات الحية. قال -تعالى-: (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ).

فبدأ نوح -عليه السلام- بحمل زوجين من كل نوع من الحيوانات وكل من آمن معه، كما أخذ أفراد أسرته المؤمنين، باستثناء زوجته وابنه اللذين لم يقتنعا بالصعود إلى السفينة. وقد حاول نوح إقناع ابنه بالصعود، لكنه أصر على أنه سيأوي إلى جبل عالٍ لحماية نفسه من الطوفان.

لكن عذاب الله -تعالى- حتمي على الكافرين؛ فقد انطلقت المياه من السماء وخرجت من الأرض حتى أصبح لا مفر لأي كائن حي إلا من كان في سفينة سيدنا نوح -عليه السلام-.

Published
Categorized as معلومات عامة