مكان بئر زمزم وأهميته

بئر زمزم في مكة المكرمة

يعتبر بئر زمزم من الوجهات الرئيسية التي يسعى إليها كل زائر لبيت الله الحرام، حيث يتمتع ماء زمزم بمكانة خاصة في قلوب الحجاج والمعتمرين. يقع بئر زمزم في مكة المكرمة داخل الحرم المكي، تمامًا في الجهة الجنوبية الشرقية من الكعبة المشرفة، ولا يزال منذ عصور سيدنا إسماعيل -عليه السلام- وأمه هاجر -عليها السلام- وحتى اليوم، يواصل هذا البئر ضخ الماء ليُستخدم من قبل الزوار.

خصائص ماء زمزم

يُعتبر ماء زمزم أفضل ماء على وجه الأرض؛ فهو ماء مبارك وطاهر، يُعرف بقوته وفوائده الجمة، ولقد ذُكر عنه أنه يُعتبر شفاءً للأمراض، بل ويعادل وجبة غذائية نظرًا لبركته ونفعه العظيم. فقد رُوي عن النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- قوله: “(خير ماءٍ على وجه الأرض ماءُ زمزم، فيه طعامٌ من الطعم، وشفاءٌ من السقم).”

يُنصح المسلمون عند شرب ماء زمزم بأن يتبعوا بعض الآداب، مثل توجيه الوجه نحو القبلة، البدء بالتسمية وذكر الله، وأخذ نفس ثلاث مرات أثناء الشرب، مما يعني عدم شربه دفعة واحدة. كما يُفضّل ملء البطن بالماء المعروف بالتضلّع، والدعاء بما شاء الشخص، ويستند ذلك لما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عندما كان يدعو بقوله: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُل دَاءٍ.”

يُستحب أيضًا عند شرب ماء زمزم الدعاء بما يرغب فيه الشخص من حاجات؛ فلا يقتصر نفع الماء على صرف العطش فقط، بل يُعتبر مردودًا للبركات، حيث رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- قوله: “(ماءُ زمزمَ لما شُرِب له).” وتمتاز بئر زمزم عن سواها من الآبار بكون مائها عذبًا جدًا، فهو يظل متوفرًا ويكفي ملايين الحجاج، إضافة إلى ما يأخذه الزوار معهم إلى أوطانهم دون أن تفقد البئر مستواها المائي.

تاريخ بئر زمزم

تمتد قصة بئر زمزم إلى زمن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- حين انتقل بزوجته هاجر وابنه الرضيع إسماعيل -عليه السلام- إلى وادٍ خالٍ بالقرب من بيت الله الحرام، بأمر من الله -عز وجل-. تركهما هناك دون أي وسيلة عيش، مما دفع هاجر للبحث عن الماء لابنها، فتوجهت بين جبلي الصفا والمروة، مكررة هذه المسافة سبع مرات.

أثناء سعيها، ونتيجة لبكاء الطفل، بدأ إسماعيل -عليه السلام- يضرب الأرض بقدميه، فأمر الله -تعالى- سيدنا جبريل بأن يضرب الأرض بجناحه، ما أسفر عن نبع الماء من باطن الأرض، ليعيد الحياة إلى منطقة مكة، ويتوافد الناس والطيور إليها. يُقال إن اسم “زمزم” يعود لكثرة تدفق الماء، أو لأن هاجر احتضنت الماء بيديها عندما شاهدته يتدفق.

تذكر الروايات أيضًا أن بئر زمزم قد اختفى أثره خلال العصور الجاهلية، حتى رأى عبد المطلب جد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- رؤيا تحثه على حفر بئر زمزم، حيث تم تحديد الموقع، فقام بحفره ليعود ماء زمزم للظهور مرة أخرى.

Published
Categorized as إسلاميات