لم يُحدد موقع سد ذي القرنين في نصوص القرآن الكريم أو السنة النبوية بشكل قاطع. ومع ذلك، يشير بعض المفسرين إلى أنه يقع في جهة المشرق، مستندين إلى قوله تعالى في سورة الكهف حول يأجوج ومأجوج: (حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً). هناك روايات أخرى تشير إلى أن السد يقع في مناطق الترك، مثل أرمينيا وأذربيجان، بينما هناك آراء تفيد بأنه يقع في الصين. لذا، يبقى الموقع الدقيق غير معروف بسبب عدم وجود نصوص تؤكده.
تتناول سورة الكهف قصة ذو القرنين وأنه قام ببناء هذا السد، والذي يصف الآيات خصائصه. فقد طلب القوم من ذو القرنين أن يبني لهم سدًا ليقيهم من يأجوج ومأجوج، وطلبوا منه المساعدة في ذلك. وبالفعل، قام ببناء سد هائل من الحديد، وعزز بناءه بالنحاس المذاب بين شقوق الحديد، مما جعل السد أكثر قوة وحمايةً لقومه من فساد يأجوج ومأجوج.
ذو القرنين هو ملك مؤمن صالح، منح الله -تعالى- القوة والنعم العديدة. تميز بالقوة والعدل، وعاصر أقوام يأجوج ومأجوج المعروفين بالظلم والفساد. وعمل على بناء السد ليحمي قومه من شرور هؤلاء القوم.
يوضح القرآن الكريم جزءًا من خصائص يأجوج ومأجوج، حيث يُصنفون كقوم ظالمين وفاسدين يتمتعون بالقوة والجبروت، ولم يستطع أحد صدهم عن ظلمهم. جاء ذو القرنين، الملك العادل، ليحمي الناس من ظلم هؤلاء القوم من خلال بناء سد حائل بينهم وبين قومه، فصنع سدًا محصنًا من الحديد وخليط من النحاس المذاب بين جبلين.
لا يزال يأجوج ومأجوج وراء ذلك السد حتى يومنا هذا. وفقًا للأحاديث النبوية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لن تكون – أو لن تقوم – الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، والدجال، وعيسى بن مريم، والدخان، وثلاث خسوفات؛ خسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب. وآخر ذلك تخرج نار من اليمن من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر).
إن ظهور يأجوج ومأجوج يعد علامة من علامات يوم القيامة الكبرى، حيث سيخرجون بإرادة الله في آخر الزمان ويتفوقون على سائر البشر في ذلك الوقت. إنهم خلف السد، يعملون على نقبه، ولن يُمكنهم الله -تعالى- من ذلك إلا عندما يشاء، كعلامةٍ من علامات يوم القيامة. قال الله -تعالى- في وصف حالهم مع السد: (فما استطاعوا أن يظهروا وما استطاعوا له نقبًا* قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقًا).
أحدث التعليقات