معلومات لا تعرفها عن الصبر على البلاء تُعين العباد على الصبر على الشدائد، وتُرسخ في النفوس الرضا والصبر على أقدار الله، فما نزل بلاء إلا لحكمة يعلمها الله، فينبغي للعبد معرفة ما الواجب عليه عند الشدائد؛ حتى لا يجزع أو يسخط فيصبح من القانطين، وهذا ما نبينه من خلال موقع سوبر بابا.
إن الله عز وجل يبتلي المؤمن لحكم عديدة يعلمها سبحانه، قد يكون ذلك تطهيرًا له من الذنوب، ومحو الخطايا، أو زيادة له في حسناته ورفع درجاته عن الله، والواجب على العبد المسلم أن يستقبل تلك البلايا بالصبر والاحتساب.
نُبين معلومات لا تعرفها عن الصبر على البلاء من خلال ذكر ثمرة الصبر على البلاء وفضله.
ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- الابتلاء، وبين وجوب صبر العبد عليه، وذلك في الحديث الذي رواه أو سعيد الخدري عن النبي أنه قال: “أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبتلى الناسُ على قدْرِ دينِهم، فمن ثَخُنَ دينُه اشْتدَّ بلاؤُه، ومن ضعُف دينُه ضَعُف بلاؤه، وإنَّ الرجلَ لَيُصيبُه البلاءُ حتى يمشيَ في الناسِ ما عليه خطيئةٌ“.
اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن فوائد الصبر
من أهم ما يعين العبد على الصبر على الشدائد، هو استشعاره رحمة الله عز وجل، وأنه ما ابتلاه إلا لحكمة، ويستشعر أن يعلم أن الله عليم بحاله، وأن بعد الشدائد يكون الفرج.
أهم ما يمكن الحديث عنه حول معلومات لا تعرفها عن الصبر على البلاء، هي معرفة كيفية الصبر على تلك البلايا، وتوجد العديد من الأمور التي تعين على ذلك:
فعندما يستشعر العبد أن الدنيا إنما هي دار اختبار، وأنه لا عيش إلا عيش الآخرة، تهون عليه الدنيا، لذلك كان المؤمنون أكثر الناس صبرًا على البلاء، هانت عليهم الدنيا فلم يجزعوا.
فيجب على المؤمن الحق أن يُحسن ظنه في الله، ويعلم أن أقداره كلها خير وإن كان ظاهرًا ما أصابه موجع ومؤلم.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه صهيب الرومي: “ عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له.“
فكان الأنبياء أشد الناس ابتلاءَ، وأكثرهم صبرًا وثباتًا، وخير قدوة لنا هو رسولنا الكريم، يجب الاقتداء به.
ذلك لقول الله تعالى في سورة الأحزاب: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)“
فمع كافة البلايا والشدائد التي أصابته عليه الصلاة والسلام، فلم يجزع ولا قل صبره وعزيمته يومًا.
فخير ما يعين العبد علة الشدائد حينما يعلم الثواب والفضل العظيم الذي أعده الله عز وجل له، فيقل ثقل البلاء، وتهدأ روحه المُتعَبة جراء استحضار ما أعده الله للصابرين، روى أبو بكر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
“ قال أبو بَكْرٍ: يا رسولَ اللهِ، كيف الصَّلاحُ بعدَ هذه الآيةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]؟! فذكَرَ الحديثَ [أيْ حديثَ: فكلُّ سُوءٍ عَمِلْنا جُزِينا به؟! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: غفَرَ اللهُ لك يا أبا بَكْرٍ، ألستَ تَمرَضُ؟ ألستَ تَنصَبُ؟ ألستَ تَحزَنُ؟ ألستَ تُصيبُك اللَّأْواءُ؟، قال: بلى. قال: فهو ما تُجزَوْنَ به].“
فإن الله عز وجل إذا أحب أحدًا من خلقه ابتلاه؛ ليغفر له ذنبه ويجازيه على صبره، فإذا هان العبد على ربه تركه لنفسه الأمارة بالسوء، وأمهله حتى يلقى الله وقد عمل من الذنوب أعظمها.
جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُصَبْ منه“.
يجب على العبد الإقبال على الله في السراء والضراء، فيتضرع إليه ويتوسل بأن يرزقه الصبر والسكينة، وعليه الإسراع في التوب والإنابة، فقد يكون ما أصابه بسبب ذنوبه.
قال الله تعالى في سورة الشورى: “وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (30)“.
فإن فضل الذكر والاستغفار وأثرهما على العبد لا حصر له، فقد قال الله تعالى في سورة نوح: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)“.
وخير الذكر عندما يشتد البلاء هو ما أخبرنا به الله عز وجل في سورة البقرة: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)“.
اقرأ أيضًا: الحمد لله على ما مضى
إن الله -عز وجل- لا يكلف العبد بما لا يطيق، ومن رحمته سبحانه أنه حتى في البلاء يبتلى المرء بما يطيق ويتحمل، مهما عظم هذا الابتلاء وتثاقل فإن الله يعطي العبد من القوة ما يعينه على تحمله والصبر عليه.
تتعدد الابتلاءات بين العباد، وتتفاوت صورها، تدخل ضمن معلومات لا تعرفها عن الصبر على البلاء.
يُعد الفقد من أكبر الشدائد التي يختبر الله بها عباده، ويكون صبر العبد في مثل هذا البلاء بحسن ظنه في ربه، واحتساب ثواب صبره عند الله، ومعرفة أن كل ما يصيبه هو ما قدر له، وما كتب له.
قد يمتحن الله أحد خلقه في صحته وعافيته، حتى يرى هل يصبر ويحتسب أم يجزع وييأس من رحمته سبحانه.
كما قد يصيبه في أهله وأحبته، فيمرض أقرب الناس لقلبه، ويكون صبره بأن يلجأ إلى لله ولا يتوكل إلا عليه، ويدعوه بأن يرزقه الصبر والجزاء.
على قدر عظم هذا البلاء وصعوبته، يجب على العبد أن يقابله بالصبر وعدم الجزع أو اليأس، ويتحضر الثواب الذي أعده الله للصابرين، وما أعده سبحانه في الآخرة لأفقر أهل الأرض.
قال الإمام أحمد بن حنبل: “الصبر على الفقر مرتبة لا ينالها إلا الأكابر“.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ”.
فالعبد قد يجد صعوبة بالغة في فعل عبادة من العبادات المأمور بها، أو في الامتناع عن أمر قد نهى الله عنه، ومن لطف الله ورحمته، أن جعل الصبر على العبادة والاجتهاد في فعلها من الأمور التي يُثاب العبد عليها.
قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)“.
اقرأ أيضًا: دعاء لدفع البلاء والمصائب عند أهل البيت
إن العبد يتقوى عند الشدائد بفعل العبادات والطاعات، وفي ضوء الحديث عن معلومات لا تعرفها عن الصبر على البلاء نبين أفضل العبادات التي تعين على الصبر.
أوصى الله -عز وجل- عباده المؤمنين بالصبر في كثير من المواطن، لما لتلك العبادة من عظيم الفضل والثواب، والمؤمن الحق هو من يعرف ربه في الرخاء، فيعينه في الشدائد والمحن.
أحدث التعليقات