فوائد حفظ القرآن أعظم ما تعود على الإنسان في حياته ومماته؛ لِما له من أجر عظيم.. فكيف تؤثر على دُنيته بالكامل؟ وفيما تظهر فوائد من حافظ على تلاوة آياته العِطرة؟ يسعنا من خلال موقع سوبر بابا أن نفيض عليكُم بكثير من الفوائد الجليّة عن حفظ القرآن الكريم.
إن حفظ القرآن ليس في السطور فقط، بل يُحفظ في الصدور والقلوب أيضًا، والقرآن جنة في القلب حافظ له، إن ذهب ذهبت معه، وحفظ القرآن من السنة، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان حافظ للقرآن، ويراجعه جبريل عليه السلام كل سنة.
كما جاء عن فاطمة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة، وإنه عارضه به في العام مرتين).. لذا فله فوائد عظيمة لا يعلمها من هاجر القرآن وتخلى عنه، فهو شفاء للروح والقلب من الغل والغيرة.
جميعنا نسعى في الحياة لامتثال أوامر الله، والقيام بالعبادات والطاعات، جاهدين لنرتقي مكانة عالية عنده سُبحانه، لنبتعد عن لهيب عذابِه، وفي طريقنا الطويل ضوء شاسع.. هو آياته العِطرة، فكُلما كان المُسلم حافظًا لكتابه، حريصًا على تلاوته، كُلما ارتفع درجات في الجنة.
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: “يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها”.
اقرأ أيضًا: معلومات عن أول من سمى القرآن الكريم بالمصحف
في طريق سعينا لنيل رضا الله تعالى والتقرُب إليه، بالتأكيد لا نترك السعي لنيل منزلة مرموقة في المُجتمع، وكُلما كان المُسلم قريبًا لله، كُلما حظي بالتوفيق والبركة في حياته.. فهو المُعين للعبادِه، ما يفعل لهم كُل الخير، لذا فلا أفضل من حفظ وإدراك واليقين بكلماته تعالى من أجل الحصول على خير الدُنيا.
فخَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ، فَقالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَومٍ إلى بُطْحَانَ، أَوْ إلى العَقِيقِ، فَيَأْتِيَ منه بنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ في غيرِ إثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، نُحِبُّ ذلكَ، قالَ: (أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ). رواه مسلم
فهو كتاب الله عز وجل، ونتعلم منه كل شيء في الدين والدنيا، به علوم اللغة والبلاغة وقصص الأنبياء والرسل، ونتعلم الموعظة والصبر عند المصائب، وتقبل البلاء والرجوع لله تعالى دائمًا.. فلا ملجأ لنا سواه، ولا مُطمئن لقلوبنا غيرُه.
في الآونة الأخيرة ظهرت مُعاناة فئة من الناس من ضعف الذاكرة وقلة التركيز، حتى خرج بعض من حفظ القرآن.. لتتجلى فوائد حفظ القرآن في أنه يُساعد على زيادة الاستيعاب والحفظ في وقت قصير مُقارنةً بغيرهم من الناس.
علاوةً على تطور الكثير من المهارات، مثل سرعة وسهولة الحفظ، وتقوية الذاكرة، وتطوير اللغة.. فالقرآن يفتح آفاق في الذاكرة والمخ؛ فهو غذاء للعقل والقلب.
إن الدين له أهمية كبيرة في ارتفاع مستوى الصحة النفسية وتأثرها به واستقراره الداخلي والشعور له بالأمان والطمأنينة، فيتجلى ذلك في حفظ القرآن، فهو ما يزيد الشعور بالسكينة والراحة.. إنه مصدر الأمان، كما قال تعالى: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) (العنكبوت: 49(.
أجمع العلماء أن خلايا الدماغ في حالة قلق واهتزاز دائم، وتتأثر بالخلايا من حولها؛ بسبب الصدمات لِما يشهده الإنسان من أمور سيئة في حياتهـ فتجعل المُخ في حالة فوضى، وأكدوا أن أي نوع من أنواع السلوك ينتج عنها ذبذبة في خلايا المخ، ويستخدمها كثير من المعالجين في علاج مرض السرطان والأمراض الأخرى التي عجز عنها الطب.
فثبت أن صوت القرآن الكريم عبارة عن ترددات تنشر موجات اهتزازية تؤثر على خلايا المخ وتُعيد التوازن لها مرة أخرى؛ مما يتسبب في مناعة كبيرة لمقاومة الأمراض مثل مرض السرطان.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ* قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57-58].
اقرأ أيضًا: تحفيظ القرآن الكريم للأطفال
نظرًا لتعدد فوائد حفظ القرآن، فإن المُسلمين في تسارع من أجل التمسُك بأوامره وكلامِه تعالى؛ ليكون حماية لهم من كافة الآفات والمصائب التي قد يتعرضون لها.
إلا أننا بطبيعة الحال نتعرض لسوء القدرة على التركيز، فلا نكون قادرين على حفظ القرآن؛ لذا يسعنا أن نوفر بعض الأمور التي تُعين على حفظ كِتاب الله، ونيل الأجر والثواب.
اقرأ أيضًا: أسهل طريقة لحفظ القرآن للكبار
كثير من العبادات شرعها لنا الله تعالى هي الأحب له، ولا أحب وأفضل من أن يلجأ العبد لربُه طالبًا العفو والمغفرة والإعانة في الحياة، فما بالك الإعانة بالتمسُك بكلامِه لحفظه؟ لذا وأثناء فترة الحفظ، يُفضل ترديد بعض الأدعية والإكثار منها، ستنال الأجر العظيم، ويُعينك الله على الحفظ.
إننا في دُنيا الاختبار، وجميعنا مُعرضين للمصائب والآفات في الحياة، إلا أننا يجب التمسُك بأوامره تعالى والحرص على حفظ القرآن قبل انتهاء رصيدنا من الدُنيا.. فنسأله تعالى التيسير في حفظه بأن يجعله ربيع قلوبنا.
أحدث التعليقات