من هو عبد الهادي البكار؟ وأيّ فكر تبنى؟ يذخر التاريخ بمناضلين أفنوا حياتهم في سبيل إحياء فكرة أو حلم، تمامًا كما كان البكار يحلم بالوحدة العربية، لكن غيبه الموت ولم يشهدها، لنا أن نُلقي نظرة على سيرته في سوبر بابا.
“من دمشق.. هنا القاهرة.. لبيك يا مصر” هذا ما ردده عبد الهادي البكار أثناء العدوان الثلاثي على مصر، في البث الإذاعي السوري.. ردًا على انقطاع البث الإذاعي في مصر على إثر العدوان الثلاثي 1965م.
اقرأ أيضًا: من هو كريم العراقي
اقرأ أيضًا: من هو إمام القراء
عادةً ما كان ينتظر المستمعون خطبة الرئيس الراحل عبد الناصر، ينتظرونها بلهفة وهم في المقاهي والبيوت، لاسيما في فترات الأزمات والمحن التي مرت بها مصر في حقبة ما بعد الملكية.
فحينما حلَّ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، كانت المشاعر القومية في أوجّها، لاسيما وكان ناصر مُرسخًا إيّاها في نفوس المصريين.. لذا فإنّ مساعدة سوريا لمصر أثناء العدوان لم تكن بشيء عُجاب.
حينما بدأ الهجوم على مصر، كان القصف لأجهزة الإرسال في الإذاعة المصرية بأبي زعبل، لمنع سبل التواصل.. وقبل أن يصل القطع إلى سوريا، عزم البكار بدوره على اقتحام الاستوديو.
حيث ألقى عبارته المشهورة التي ظلّت راسخة في عقول الشعوب في مصر وسوريا معًا، فكان نوعًا من الدعم الملحوظ من سوريا لمصر.. مُعربةً بذلك عن التأثر بمشاعر وأفكار القومية العربية.
بالفعل تم بثّ خطاب عبد الناصر من إذاعة دمشق خلال أيام العدوان، وعلى الرغم من أن تصرف البكار جاء بشكل عفوي إلا أنه كان ذا صدى كبير.
اقرأ أيضًا: من هو خضير هادي
لمّا حدث الانفصال في الوحدة بين مصر وسوريا، كان موقف البكار مغايرًا، حيث جعل على عاتق سوريا مسؤولية شق الصف العربي.
فما كان من القيادة السورية إلا أن تحرمه من دخول سوريا مجددًا، فأضحى مطرودًا من موطنه.
هكذا كان عبد الهادي البكار قوميًا حالمًا بقضايا العرب والوحدة الكبرى للأمة العربية، يعيش أفراحه وأتراحه بكل جوارحه.. حتى غيبه الموت بعد رحلة نضال طويلة.
أحدث التعليقات