تمتد جبال الأطلس عبر ثلاثة بلدان شمال إفريقيا: المغرب، الجزائر، وتونس. تحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الغرب المحيط الأطلسي، بينما تنحدر إلى الصحراء الكبرى من الجنوب. تعد هذه السلسلة الجبلية من أبرز المعالم في شمال غرب القارة الإفريقية، وتصل أعلى قمة فيها إلى ارتفاع 13471 قدمًا. في هذا المقال، سنستعرض معلومات شاملة حول طول سلسلة جبال الأطلس.

التكوين الجيولوجي

بالإشارة إلى المعلومات الجيولوجية، فإن تشكيل جبال الأطلس نتج عن ثلاثة مراحل رئيسية. المرحلة الأولى تعود إلى نحو 300 مليون سنة مضت، عندما حدثت اصطدامات بين القارات، خاصة بين أوروبا وأمريكا الشمالية وأفريقيا.

المرحلة الثانية حدثت قبل حوالي 65 مليون سنة، حيث انفصلت القارات عن بعضها. وقد أدى التقارب بين الصفيحتين الأفريقية والأوروبية إلى تكوين جبال الأطلس، وتُظهر بعض الدراسات أن الأطلس الغربي تشكل قبل الأطلس الشرقي. يجدر بالذكر أن الأطلس الغربي يعد امتدادًا لسلسلة جبال سييرانيفادا الإسبانية، بينما تم تشكيل الأطلس الشرقي في نفس الوقت تقريبًا مع جبال الألب الأوروبية.

الخصائص الطبيعية

جبال الأطلس تتميز بالمساحات الواسعة التي تحتضن تنوعًا حيويًا غنيًا من الحياة البرية والنباتات، فضلاً عن الثروات المعدنية. يسكنها السكان الأمازيغ، وتضم أنواعًا نادرة من الحيوانات وغابات كثيفة.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي جبال الأطلس على العديد من الموارد الطبيعية مثل النحاس، الفضة، الرصاص، الزئبق، الملح الصخري، الفوسفات، والغاز الطبيعي، حيث تقع أعلى قمة في جبال الأطلس، التي تعد جزءًا من الأطلس الكبير، بارتفاع يصل إلى 4156 مترًا.

تجدر الإشارة إلى أن جبال الأطلس تعتبر نقطة التقاء لكل من الكتل الهوائية القطبية الرطبة والباردة القادمة من الشمال، والكتل الهوائية الجافة والحارة القادمة من الجنوب. تحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الجنوب الصحراء الكبرى، مما يبرز دورها الجغرافي المميز.

مكونات سلسلة جبال الأطلس

سلسلة جبال الأطلس تتكون من عدة مقاطع جبلية، كل منها يتميز باستقلالية معينة، وهم:

الأطلس المتوسط، الذي يقع شمال وسط المغرب، يُعتبر أهم خزان مائي في شمال إفريقيا. يعيش سكانه الأمازيغ على الرعي، مع وجود بعض المناطق الزراعية. ويمتاز بوجود أكبر غابة للأرز في العالم، تُعرف بالأرز الأطلسي، وتصل أعلى قممه، قمة جبل بناصر، إلى ارتفاع 3340 مترًا.

أما الأطلس الكبير، الذي يقع في وسط المغرب، فقد لقّب بجبل الحياة نظراً لأهميته البيئية. يُعتبر حاجزًا طبيعيًا حيث يفصل بين المناخ الرطب في الغرب والمناخ الجاف الصحراوي في الشرق. أما قمة توبقال، فهي أعلى قمة في الأطلس الكبير بارتفاع 4165 مترًا، وتظل قممها مغطاة بالثلوج طوال العام، مما جعل المغرب وجهة شهيرة للرياضات الجبلية.

فيما يتعلق بالأطلس الصغير، فهو يمتد في جنوب غرب المغرب من الجنوب الغربي للمحيط الأطلسي إلى الشمال الغربي في هضبة ورزازات، ويتميز بمناخ جاف وثلوج على القمم في فصل الشتاء.

أما الأطلس الصحراوي، فيقع في الجزائر وأعلى قممه توجد في جبل عيسى بارتفاع 2336 مترًا. بينما يمتد الأطلس التلي بين الجزائر وتونس بمساحة تصل إلى 1500 كيلومتر، ويتصف بالتربة الخصبة.

ختامًا، تعتبر سلسلة جبال الأطلس مصدرًا غنيًا بالمعلومات والمعرفة، وما تم ذكره هو مجرد جزء مما يميز هذه السلسلة الرائعة ويجعلها موضوع اهتمام في العديد من البلدان.