تعريف الحجاب في الإسلام

الحجاب يُعتبر غطاءً للرأس، لكنه أكثر من ذلك؛ فهو يشير إلى ضرورة ستر الرأس والجسد من خلال ارتداء ملابس محددة تتماشى مع الشروط الشرعية. لقد وُجدت أوامر إلهية تُلزم المرأة المسلمة بارتداء الحجاب أثناء الخروج من المنزل، خصوصًا عند وجود رجال غير محارم. حيث قال الله عز وجل عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أمر يُعنى به عموم النساء: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}.

الأبعاد الحكيمة للحجاب

يأتي فرض الحجاب في الإسلام كجزء من حكمتين رئيستين:

• الحكمة الأولى: تتعلق بالابتلاء والامتحان، حيث يُريد الله سبحانه وتعالى اختبار إيمان عباده وصدقهم في محبتهم لله، مما يتطلب منهم تخطي الشهوات والرغبات النفسية. ولذلك، فقد اختبر الله النساء المسلمات بفرض الحجاب عليهن.
• الحكمة الثانية: تنبع من تميّز المرأة بجمالها وأنوثتها وما يرافقهما من عوامل جذب، الأمر الذي يستدعي فرض الحجاب لكي لا يتم التعامل معها انطلاقًا من مظهرها الخارجي بل من إنسانيتها وحقوقها وأخلاقها.

الخصائص اللازمة للحجاب الشرعي

هنا بعض الشروط التي يجب توافرها في الحجاب الشرعي ليكون مطابقًا لأحكام الشريعة:

• أن يكون غير شفاف: بحيث لا يُظهر أي تفاصيل لجسد المرأة، لأنه في حال ظهور ذلك، تُعتبر كأنها عارية، ويطبق عليها ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: [سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات…] .
• أن يُغطي جميع جسم المرأة: يجب عليها ألا تكشف عن أي جزء من جسدها، أما الوجه والكفين فهناك آراء متنوعة حول وجوب سترهما، إلا أن الاتفاق قائم على ضرورة سترهما في أوقات الفتنة.
• ألا يكون ضيقًا: يجب أن يكون الحجاب واسعًا ومناسبًا بحيث لا يُظهر تفاصيل الجسم التي قد تُسبب الفتنة.
• ألا تتزين به: إذا كان الحجاب مزخرفًا أو يحمل ألوانًا تلفت الانتباه، فلن يُعتبر حجابًا شرعيًا.
• ألا يقارب ملابس غير المسلمين: وفق ما ورد في الحديث الشريف [من تشبّه بقوم فهو منهم].
• ألا يشبه ملابس الرجال: إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ثلاثة لا يدخلون الجنة… والمرأة المتشبهة بالرجال].
• ألا يكون لباس شهرة: بمعنى ألا يُستخدم للحظور بين الناس أو لجذب الانتباه.
• ألا يُعطر: حيث وُجد نهي عن ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام: [أيّما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية].

منافع الحجاب

الحجاب هو فريضة من الله لكل مسلمة، ويجب الالتزام به كجزء من طاعة الأوامر الإلهية. يمتاز الحجاب بالعديد من المنافع التي تنعكس إيجابًا على كل من المرأة والرجل في الحياة الدنيا والآخرة، ومن أهم هذه الفوائد:

• يساهم في نقاء القلب.
• يعد وسيلة لحماية العرض.
• علامة على الإيمان.
• يساعد في تحصين النفس بالعفة.
• يساهم في حفظ الحياء.
• يوفر سترًا ووقاية.