الدهون

الدهون تُعتبر واحدة من المكونات الغذائية الأساسية التي تعمل كمصدر هام للطاقة، حيث يوفر كل غرام منها تسع سعرات حرارية، في حين أن البروتينات والكربوهيدرات تنتج حوالي أربع سعرات حرارية لكل غرام. تتكون الدهون من الأحماض الدهنية، والتي تأتي بنوعين رئيسيين: الدهون الحيوانية والدهون النباتية.

عملية هضم الدهون

تمر الدهون بعدة مراحل خلال عملية الهضم، بدءًا من وقت دخولها إلى الفم، حيث تلعب عدة أعضاء في الجسم دورًا في هذه العملية. بعد إتمام الهضم، يقوم الجسم بنقل الأحماض الدهنية إلى الجهاز اللمفاوي، حيث يتم امتصاص جزء منها للمساعدة في محاربة الأمراض، بينما يتم إفراز الجزء المتبقي في مجرى الدم لاستخدامه في بناء الأنسجة ونمو الجسم، أو تخزينه لاستخدامه كمصدر طاقة لاحقًا. و فيما يلي تفاصيل أماكن هضم الدهون في الجسم والعمليات التي تحدث في كل منها:

• الفم: تبدأ عملية هضم الدهون في الفم، حيث تقوم الأسنان بتقطيع الطعام إلى قطع أصغر أثناء المضغ. يساعد اللعاب في ترطيب تلك القطع، مما يسهل مرورها عبر المريء والمعدة. يحتوي اللعاب أيضاً على إنزيم الليباز اللساني (Lingual Lipase) الذي يبدأ في تحليل الدهون.
• المريء: يتكون المريء من عضلات تنقبض بشكل متسلسل لتحريك الطعام حتى الوصول إلى المعدة.
• المعدة: تقوم بطانة المعدة بإفراز أحماض وإنزيمات خاصة تساعد في تفكيك الطعام وخلطه، مما يجعله جاهزًا للانتقال إلى الأمعاء الدقيقة. من المهم الإشارة إلى أن الدهون تبقى في المعدة لفترة أطول مقارنةً بالمواد الغذائية الأخرى.
• الأمعاء الدقيقة: تعتبر هذه المنطقة المرحلة الرئيسية التي يحدث فيها معظم هضم الدهون، بالإضافة إلى امتصاص المغذيات. حيث يقوم البنكرياس بإفراز إنزيم الليباز البنكرياسي (Pancreatic Lipase) الذي يعمل على تحليل الدهون والبروتينات والكربوهيدرات، بينما يُفرز الكبد العصارة الصفراوية التي تُخزن في البنكرياس وتساهم في عمليات هضم الدهون والفيتامينات. تُنقل هذه العصارات الهضمية إلى الأمعاء الدقيقة عبر قنوات خاصة لتهدف إلى هضم الدهون والكوليسترول وتحويلها إلى مواد صغيرة تُعرف بالكيلومكرونات (Chylomicrons).

أنواع الدهون

تتواجد أنواع متعددة من الدهون، حيث يُعتبر بعضها مفيدًا للصحة بسبب قدرته على تزويد الجسم بالطاقة وتعزيز امتصاص الفيتامينات، بينما هناك أنواع أخرى يجب تجنبها قدر الإمكان. إليكم أنواع الدهون وتأثيراتها على الجسم:

• الدهون المشبعة: (Saturated fats) تعتبر من الأنواع الضارة، حيث ترفع من مستوى الكوليسترول الكلي في الدم، بما في ذلك الكوليسترول الضار (LDL) الذي يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية. توجد في اللحوم الحمراء، الدواجن، الألبان الكاملة، والزبدة.
• الدهون المتحولة: (Trans fats) تُعتبر النوع الثاني من الدهون الضارة، إذ تزيد من نسبة الكوليسترول الضار وتقلل من الكوليسترول النافع (HDL)، مما يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب. توجد في بعض الخضراوات والأطعمة المعدة بزيوت مهدرجة.
• الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة: (Monounsaturated fatty acids) تُعتبر مفيدة للصحة، حيث تحسن مستويات الكوليسترول وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. توجد في زيوت مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند، وتتوفر أيضًا في المكسرات.
• الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة: (Polyunsaturated fatty acids) تُعتبر كذلك مفيدة للصحة، حيث تساعد على تحسين مستويات الكوليسترول وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. توجد في زيوت مثل زيت الذرة وزيت دوار الشمس وبعض أنواع الأسماك.
• الأحماض الدهنية أوميجا -3: (Omega-3 fatty acids) تُعتبر نوعًا من الأحماض الدهنية غير المشبعة التي لها تأثير إيجابي على صحة القلب، حيث تقلل من خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي. توجد في الأسماك وبذور الكتان وزيوت الخضروات.

اضطرابات هضم الدهون

يواجه جسم الإنسان أحيانًا بعض الاضطرابات التي تمنع هضمه للدهون بشكل فعال. من أبرز هذه الاضطرابات:

• متلازمة الأمعاء القصيرة: (Small Bowel Syndrome) ناتجة عن فقدان جزء من الأمعاء الدقيقة أو توقف عمل جزء منها، مما يؤدي لعدم قدرة الجسم على هضم الدهون وبعض العناصر الغذائية. قد تنتج هذه المتلازمة عن وجود عيب خلقي منذ الولادة أو نتيجة عملية جراحية تستلزم إزالة جزء من الأمعاء.
• اضطرابات الكبد: تحدث نتيجة لتضرر الكبد بسبب عوامل وراثية، فيروسية، سمنة، أو استهلاك الكحول، مما يؤثر على قدرة الكبد في تسهيل هضم الطعام والتخلص من السموم.
• التليف الكيسي: (Cystic Fibrosis) هو مرض وراثي خارجي ناتج عن خلل جيني، يؤثر على الرئتين والجهاز الهضمي، ويسبب إنتاج كميات كبيرة من المخاط الذي يسد مجاري التنفس ويؤثر على إفراز الإنزيمات الضرورية لعملية الهضم.
• مرض غوشيه ومرض تاي ساكس: هذان المرضان ينجم عنهما اضطرابات تؤدي لنقص الإنزيمات اللازمة لهضم الدهون، مما يمنع الجسم من تحويل الدهون إلى طاقة، مما يسبب تكدس الدهون في الجسم وإحداث أضرار لخلايا الدماغ والجهاز العصبي.

فيديو حول عملية هضم الدهون

لفهم كيفية التخلص من الدهون، من الضروري الاطلاع على مراحل هضمها وكيفية تخزينها في الجسم. شاهد الفيديو للمزيد من المعلومات: