يحتوي الصيام على مجموعة من الآداب التي يحظى بها المسلم عند الالتزام بها، وذلك اقتداءً بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وفيما يلي أبرز هذه الآداب:
تتجلى الحكمة من فرض الصيام في تحقيق التقوى، كما جاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). ومن المهم أن يسعى الصائم لتحقيق التقوى أثناء صيامه، ومن حكم الصيام أيضًا كسر الشهوة ومجاهدة النفس وصقل الروح بالصبر.
ولا يقتصر الصيام على الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل يجب أيضًا العمل على تربية النفس وإصلاحها، كما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ).
لضمان صحة الصيام وقبوله عند الله، هناك عدة أركان يجب تحقيقها، ومنها ما يلي:
النية من أعمال القلوب، ولا يُقبل أي عبادة دونها. قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ). ويرى الفقهاء أهمية تبييت النية من الليل لصيام الفريضة، مما يعني وجوب عقد النية ليلاً قبل بدء صيام اليوم التالي.
وهو من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وقد قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِن الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).
كما ورد في الحديث الصحيح: (لَمَّا نَزَلَتْ: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ)، عَمَدْتُ إلى عِقَالٍ أسْوَدَ وإلَى عِقَالٍ أبْيَضَ، فَجَعَلْتُهُما تَحْتَ وِسَادَتِي، فَجَعَلْتُ أنْظُرُ في اللَّيْلِ، فلا يَسْتَبِينُ لِي، فَغَدَوْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرْتُ له ذلكَ، فَقالَ: إنَّما ذلكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وبَيَاضُ النَّهَارِ).
أحدث التعليقات