تعد محافظة طرطوس واحدة من المناطق الإدارية في الجمهورية السورية، حيث تقع بالقرب منها بلدية الحميدية. هذه المنطقة كانت موطناً لليونانيين في العصور القديمة الذين تركوا أثراً واضحاً في الثقافة المحلية، إذ لا يزال عدد كبير من السكان يتحدثون اللغة اليونانية. تتميز مدينة طرطوس بمناخها المعتدل، الذي يتسم ببرودة في فصل الشتاء فوق المرتفعات الجبلية، وهطول الأمطار على السواحل، فضلاً عن دفء نسبي في فصل الصيف.
تقع محافظة طرطوس في الساحل السوري، وتحيط بمدينة طرطوس أربع جزر هي: جزيرة العباس، جزيرة أبو علي، جزيرة النمل، وجزيرة أرواد. تُعتبر جزيرة أرواد هي الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان، بينما الجزر الأخرى غير مأهولة. يعرف أهالي مدينة أرواد بممارستهم للأنشطة البحرية مثل التجارة والصيد، وهي مهن توارثوها عبر الأجيال وما زالوا يزاولونها حتى اليوم.
تعد محافظة طرطوس من المناطق الغنية بتاريخها، حيث تجلّت فيها العديد من الحضارات القديمة التي تركت آثارها على مر العصور. من بين هذه الآثار نجد: قلعة الكهف، وقلعة العريمة، وقلعة أم حوش، وقلعة المرقب، وكنيسة السمكة، وهي معالم تشير إلى عمق تاريخ المنطقة. كانت مدينة طرطوس تُعرف في الماضي باسم “توروسا” وفقاً للفينيقيين، بينما أطلق البيزنطيون عليها اسم “انترادوس”. وقد تم اكتشاف آثار تدل على وجود الحضارة الرومانية في المدن، حيث تم جمع مقتنيات تلك الحقبة في متحف خاص، كما أن مدينة طرطوس تضم ميناء حيوياً يسهم في تعزيز الاقتصاد السوري بفضل موقعها الجغرافي على نهر السن.
تعتبر مدينة طرطوس من أجمل المدن السورية، بفضل سهولها الخضراء الخلابة، التي تحتضن نباتات تتميز بالتنوع مثل أشجار السنديان والزيتون والصنوبر والأرز. كما تشتهر بوجود ينابيع عذبة وجداول مائية نقية، إلى جانب الجبال الخلابة. بسبب جمال طبيعتها، تجذب طرطوس أعداداً كبيرة من السياح والزوّار على مدار السنة.
تشتهر مدينة طرطوس بنظامها التعليمي المتميز الذي يصل إلى أعلى المستويات. حيث يُعتبر معظم سكان المدينة من حملة الشهادات الجامعية والمثقفين. تنتشر الكليات والجامعات التابعة لجامعة تشرين في المدينة، بالإضافة إلى جهود إنشاء مؤسسات تعليمية جديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب القادمين من طرطوس والمناطق المجاورة، مما يسهل على الطلاب الحصول على التعليم دون الحاجة للسفر إلى مناطق أخرى.
أحدث التعليقات