أربيل، المعروفة أيضًا بهولير باللغة الكردية، تُعتبر المركز الإداري لمحافظة أربيل وعاصمة إقليم كردستان العراق. تحتل أربيل المرتبة الرابعة من حيث المساحة بين المدن العراقية، والسادسة من حيث عدد السكان. تُعد المدينة واحدة من أقدم المستوطنات البشرية على مستوى العالم، حيث يعود تاريخ الاستيطان في أربيل إلى أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد. وقد شهدت المدينة حضارات متعددة مثل: الآشوريون، والبارثيون، والسلوقيون، والساسانيون، وصولًا إلى العرب، قبل أن تخضع للحكم العثماني وتصبح إحدى محافظات المملكة العراقية في عام 1920 ميلادي. تتميز أربيل بمواقعها الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة، بدءًا من العصر الحجري وصولًا إلى العصور الإسلامية.
تعود تسمية أربيل إلى الكلمة الآشورية “أربائيلو”، التي تشير إلى الآلهة الأربعة في المعابد الآشورية الموجودة بالمدينة. خلال العهد الآشوري، كانت أربيل مركزًا أساسيًا لعبادة الإلهة عشتار، حيث كانت تُعتبر مقدسة وتنظم إليها الحج استعدادًا لأي معركة أو حرب، من أجل الحصول على المباركة. في عام 32 هجريًا، قام المسلمون تحت قيادة عتبة بن فرقد بفتح أربيل والمناطق المحيطة بها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
تقع أربيل في شمال العراق، على بُعد حوالي 360 كيلومترًا عن العاصمة بغداد، وحوالي 89 كيلومترًا عن مدينة الموصل في الغرب، و112 كيلومترًا عن مدينة السليمانية. يحد أربيل من الشمال الدولة التركية، بينما تحدها إيران من الشمال الشرقي. يُعتبر معظم سكان أربيل من الأكراد، مع وجود أقليات بسيطة تشمل: التركمان، العرب، والأشوريين.
يتسم مناخ أربيل بأنه مناخ انتقالي، حيث ينتقل من المناخ المتوسطي إلى المناخ الصحراوي. تشهد المدينة درجات حرارة منخفضة في فصل الشتاء مع رطوبة منخفضة، في حين يكون المناخ معتدلاً ولطيفاً خلال فصل الصيف. لذلك، كانت أربيل تُعتبر مصيفاً عراقياً تقليديًا.
تُعتبر أربيل مركزًا حضاريًا وثقافيًا له تأثير عميق على المناطق الشمالية من العراق عبر العصور. ومن أبرز المعالم التاريخية فيها:
اعتمد الاقتصاد في أربيل تاريخيًا على الزراعة والصناعة. تميزت الأراضي الزراعية بوفرة المياه الناجمة عن الأمطار والعيون والينابيع، مما سمح بزراعة مجموعة من المحاصيل مثل: الحنطة، والشعير، وعباد الشمس، بالإضافة إلى الذرة والخضروات المتنوعة. فضلاً عن ذلك، ارتبط الاقتصاد بتربية الأغنام والماعز والأبقار، بالإضافة إلى مزارع الدواجن وصناعة العلف. ومع التقدم الذي شهدته المدينة، بدأ السكان في جذب استثمارات عالمية كبرى في مجالات البناء واستكشاف النفط، مما ساهم في تعزيز الاستثمار في أربيل بشكل عام.
أحدث التعليقات