يطرح سؤال “ما هي آثار البطالة على السياسة؟” نفسه نظرًا لأن البطالة لا تؤثر فقط على الأوضاع الاقتصادية للأفراد والعائلات والمجتمعات، بل تمتد آثارها لتشمل الصحة العامة ومعدلات الوفيات التي قد تستمر لسنوات لاحقة، فضلاً عن تأثيرها على القطاع الاقتصادي بشكل عام. في هذا السياق، سنسلط الضوء على تأثير البطالة على السياسة بوجه خاص.
تحمل البطالة مجموعة من الآثار السلبية التي تترك بصمة واضحة على السياسة، وهذه الآثار يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
يمكن أن تؤدي البطالة العالية إلى زعزعة الاستقرار في النظام السياسي. فقد تبرز تحركات سياسية تطالب بإجراء تغييرات جذرية في السياسات الاقتصادية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، مما يزيد من المطالب الشعبية لتغيير السياسات والمؤسسات الحكومية التي يعتبرها الناس غير قادرة على معالجة مشكلة البطالة.
قد تؤدي البطالة إلى تحولات في توجهات الناخبين والمجتمع نحو السياسة، حيث يزداد الطلب على السياسات الرامية إلى تعزيز فرص العمل وتقليل معدلات البطالة بشكل ملحوظ. كما قد يتزايد التأييد للأحزاب والمرشحين الذين يركزون على معالجة هذه القضية.
تساهم البطالة في زيادة التوترات بين فئات المجتمع، مما يؤدي إلى تفشي عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية. ومع تزايد مشاعر الظلم والإحباط الناتجة عن الوضع السياسي الراهن، قد تتصاعد الاضطرابات السياسية بشكل كبير.
قد تضطر الحكومة إلى اعتبار البطالة أولوية قصوى وتتخذ خطوات لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة. كما يمكن أن تُرغم الحكومة على تنفيذ برامج دعم البطالة وتقديم فرص التدريب والتأهيل المهني للعاطلين عن العمل.
تتعدد الأسباب التي تسهم في تفشي البطالة داخل المجتمع، ومن أبرزها ما يلي:
تتعدد الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في معالجة مشكلة البطالة، وتعتمد بشكل كبير على سياسات الحكومة، ومنها:
لحساب معدل البطالة، يمكننا قسمة عدد العاطلين عن العمل على العدد الإجمالي للأشخاص في القوى العاملة، بشرط أن يكون الأشخاص المعنيون فوق سن السادسة عشرة.
ويشمل حساب معدل البطالة أيضًا توزيع الأعداد الجغرافية للعاطلين عن العمل ونسب الذكور والإناث في القوة العاملة، بالإضافة إلى تقييم مؤهلات الراغبين في العمل والمستويات التعليمية لهم، فضلاً عن الفئات العمرية المعنية.
في ختام الحديث، تعتبر البطالة واحدة من العوامل التي تساهم في تدهور المجتمع، إذ قد تؤدي إلى هجرة الأفراد القادرين إلى دول أخرى، مما يقلل من نجاح البلاد ويؤثر سلبًا على مكانتها بين الدول الأخرى.
أحدث التعليقات