ما هي الكبائر المذكورة في القرآن وكيفية مفاداتها؟ وما معنى كلمة الكبائر؟ فلا يوجد من هو معصوم من الخطأ، فمن الطبيعي أن يعتري المسلم هفوات في حياته اليومية عليه أن يمحيها بالاستغفار، لكن توجد أخطاء كبيرة لا تُغتفر إلا بالتوبة، ومنها الكبائر التي ذُكرت في القرآن ويوضحها باستفاضة موقع سوبر بابا.
فالكبائر المذكورة في القرآن هي ما كبر وعظم من المعاصي، فقد قام علماء الإسلام بتقسيم الذنوب إلى الصغائر والكبائر حيث نهانا رسول الله من السبع الموبقات.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اجتَنِبوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ. قيل: يا رَسولَ اللهِ، وما هُنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقَتْلُ النَّفسِ التي حرَّم اللهُ إلَّا بالحَقِّ، وأكْلُ الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليَتيمِ، والتوَلِّي يومَ الزَّحفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ).
لكن اختلف العلماء على عدد الكبائر فمنهم من قال سبعة ومنهم من قال إنهم تسعة وآخرين ذكروا أنهم سبعين كبيرة، لذا يجب الإلمام بالكبائر المذكورة في القرآن فقط.
الشرك هو أعظم الكبائر بلا جدال حيث ورد عن النبي عليه السلام –قوله- (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا، قالوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْرَاكُ باللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ – وَجَلَسَ وَكانَ مُتَّكِئًا فَقالَ – أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ)
ثم جاء قول الله تعالى في سورة المائدة (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار)، حيث ينقسم الشرك إلى الشرك الأصغر وهو الرياء مثل الحلف بغير الله
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن كانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ أوْ لِيَصْمُتْ).. أما الشرك الأكبر فهو عباده غير الله كدعاء غير الله والصلاة لغيره وقال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ).
اقرأ أيضًا: ما هي الكبائر التي لا تغفر؟
يعد قتل النفس من الكبائر المذكورة في القرآن، والتي حرمها الله ونهانا عنها حيث ذكر الله في كتابه (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، فلا يقتل الانسان إلا في الحدود التي وضعها الله وعلي يد حاكم، ومن لم يفعل فوعده الله عذاب أليم في قوله تعالى (ومن يَقْتُلْ مؤمناً متعمِّداً فجزاؤهُ جهنَّمُ خالداً فيها وغَضِبَ الله عليه ولعنَهُ وأعدَّ له عذاباً عظيماً).
تعد أيضًا من الكبائر المذكورة في القرآن، فرضا الوالدين هو أسباب رضا الله ودخول الجنة، فقد أمرنا الله تعالى بضرورة بر الوالدين والإحسان إليهم، حيث قال الله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
هو الوقوع في علاقة غير شرعية بدون عقد زواج، وقال الله تعالي في سورة الإسراء (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)، وذكر أيضًا (زَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
فعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ)، كما قال الله تعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً).
فقد كثرت الآيات المُتعلقة بالربا ومن الكبائر التي حذرنا منها الله، فهو يعتبر جور وتعدي على حقوق الآخرين؛ مما يساهم في انتشار الفساد والظلم والفقر وقد ذكر الله تعالى في سورة البقرة (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ)، وأيضًا في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين).
اقرأ أيضًا: الكبائر السبع المذكورة في القرآن والسنة
يعد السحر من أكبر الذنوب والآثام التي لا يغفر الله عنها لأي شخص يرتكبها لأنه صورة من صور الشرك بالله، حيث إن السحرة يتقربون من الجن بأفعال تؤدي إلى الشرك بالله وباستخدام التعاويذ والطلاسم والعقد والنفث.
قال الله تعالى في ذلك (يؤمنون بالسحر والطاغوت * فالسحر جرم وذنب كبير)، ولكن أجمع العلماء على تحريم السحر بكل أنواعه ضار كان أم نافع فما كان الاستعانة بالشياطين إلا كفر وشرك كبير.
اليتيم هو من مات عنه والده وهو صغير لم يبلغ بعد، وهناك العديد من الآيات التي تدل على نهب حقوقه من الكبائر المذكورة في القرآن، وذلك في قوله تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ).
فلا يجب التقرب من مال اليتيم إلا لتعود عليه بنفع، مثل التجارة والصدقة حتى يبلغ الصغير، ويكون قادرًا علي التصرف في ماله وقال أيضًا سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً).
هو التحدث على النساء المسلمات بما ليس فيهن واتهماهن بارتكاب الفواحش دون وجه حق ووجود دليل، وهو يعد من الكبائر المذكورة في القرآن، ونهانا الله عنها في قوله تعالى (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
حدد الله تعالى في آياته أنه يجب على القاذف الذي لم يأتي البينة أن يُعاقب على ما يقول، وذلك من خلال الجلد ثمانين جلدة ولا تُرد شهادته أبدًا، ويكون من الفاسقين والمعذبين في الآخرة.
اقرأ أيضًا: ما هي أكبر الكبائر بالترتيب وطريقة التكفير عنها
من أكثر ما يبحث عنه الكثير هي طريقة التوبة من الكبائر؟ لأن العبد خطاء أحيانًا لا يتمكن من كبح شيطانه ويهرع ليركض خلفه، لكن يعود سريعًا نادمًا إلى المولى عز وجل يرغب في التوبة والتكفير عما بدر منه.
يكمن السر والقدرة عن البعد عن الكبائر هو التقرب من الله والتقوى، والاعتصام بالله والدعاء بالنجاة من فتن الدنيا؛ وبذلك يكون العبد في حفظ الله ومعيته حتى من شر نفسه.
أحدث التعليقات