ما هي أنواع النفاق التي وضحها النبي في الحديث الشريف؟

يُعتبر النفاق نقيض الإيمان، وقد تجلى في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد أشار النبي إلى صفات المنافقين في أحاديثه الشريفة. في هذا المقال، سوف نستعرض أنواع النفاق التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم وفقًا لما ورد في حديثه الشريف.

أنواع النفاق التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم

النوع الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف هو “النفاق العملي” أو النفاق الأصغر. حيث ذكر في حديثه: “أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فِيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنهُنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ.”

وصف النبي في حديثه خصالًا تتعلق بالنفاق العملي، وهو نوع من النفاق لا يخرج الشخص من ملة الإسلام. إن الشخص الذي يمارس النفاق العملي يعاقب في نار جهنم ولكنه لا يظل فيها إلى الأبد. ومن هذه الخصال: خيانة الأمانة، حيث جاء في القرآن: “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها” [النساء: 2]، وأيضًا ورد عن النبي أنه قال: “أد الأمانة إلى من ائتمنك”. بالإضافة إلى الكذب، والغدر، وعدم الالتزام بالعهد، كما يُشير القرآن: “وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلْأَيْمَٰنَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا” [النحل: 91]، والنفاق في الخصومة.

كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من النفاق بسبب عواقبه الوخيمة في الحياة الدنيا والآخرة. وقد كان الصحابة يشعرون بالخوف من هذا الخطر، حيث قال ابن أبي مليكة: “أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخاف النفاق على نفسه”. وذكر الحسن أنه “ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق”.

النفاق الأكبر

يوجد نوعان من النفاق: النفاق الأصغر والنفاق الأكبر. النفاق الأكبر يتجلى في تظاهر الشخص بالتدين فيما يخفي كذبه وعدم إيمانه بالله وبالآخرة. على الرغم من ذلك، يقوم بالصلاة مع الناس ويذكر الله أمامهم، وهو ما فعله المنافقون في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. يعتبر هذا كفرًا أكبر.

قال الله في جزاء هؤلاء: “إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ” [النساء: 145].

صفات المنافقين في النفاق الأكبر

تتسم المنافقون في النفاق الأكبر بعدة صفات، ومنها:

  • تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم في الباطن على الرغم من الإقرار بذلك في الظاهر كما ورد في قوله تعالى: “إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ” [المنافقون: 1].
  • خداع المؤمنين بادعاء الإيمان، حيث قال تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ” [البقرة: 8-9].
  • الاستهزاء بالإيمان وبالمؤمنين، والاستخفاف بكلام الله، كما جاء في قوله: “يَحذَرُ المُنافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيهِم سورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِما في قُلوبِهِم قُلِ استَهزِئوا إِنَّ اللَّـهَ مُخرِجٌ ما تَحذَرونَ * وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ قُل أَبِاللَّـهِ وَآياتِهِ وَرَسولِهِ كُنتُم تَستَهزِئونَ” [التوبة: 64-65].
  • ورودهم عن ذكر الله.
  • الفرح عند هزيمة المسلمين، والخزي عند نصرتهم.
  • تذبذبهم بين المؤمنين والكافرين، كما ذكر الله: “مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَـؤُلَائي وَلَا إِلَى هَـؤُلَائي وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيل” [النساء: 143].

الفرق بين النفاق الأصغر والنفاق الأكبر

توجد فروقات واضحة بين النفاق الأصغر والنفاق الأكبر، من بينها:

  • النفاق الأكبر يخرج صاحبه من ملة الإسلام، بينما النفاق الأصغر لا يفعل ذلك ولكنه يعذب صاحبه في النار.
  • النفاق الأكبر يؤدي إلى إبطال كافة الأعمال ويظهر فيه التباين بين العقيدة الظاهرة والباطنة، في حين أن النفاق الأصغر يكشف التباين بين الأعمال التي تُظهرها السر والعلن.
  • إن المنافق الأكبر يُخلّد في النار إذا لم يتب قبل الوفاة، وهو لا يصدر عن مؤمن. بينما النفاق الأصغر يمكن أن يصدر عن مؤمن بالله.

في هذا المقال، تم تسليط الضوء على النوع الذي وضحه النبي صلى الله عليه وسلم كالنفاق الأصغر، أو ما يُعرف بنفاق العمل، وهو لا يخرج الشخص من ملة الإسلام ولكنه يعذب في نار جهنم ولا يدوم فيها.

Published
Categorized as إسلاميات