أين تقع العاصمة الإيرانية طهران؟ تعتبر طهران العاصمة الرسمية لإيران، حيث تقع في شمال وسط البلاد عند سفح سلسلة جبال البرز. منذ أن تم تعيينها كعاصمة على يد أغا محمد خان قبل أكثر من مئتي عام، تطورت طهران من بلدة صغيرة إلى مدينة رئيسية ومركز حضاري بارز. في هذا المقال، سنستعرض موقع مدينة طهران بشكل تفصيلي.
مدينة طهران
- تتميز طهران بتضاريسها الفريدة التي تمثل قربها من أعلى قمة في البلاد، مما يجعلها بوابة إيران إلى العالم. وقد تأثرت صورة طهران في الخارج بشكل كبير بعد الثورة الإيرانية في أواخر السبعينيات.
- في العقود الأخيرة من القرن العشرين، صورت وسائل الإعلام العالمية طهران كمدينة دينية متشددة تقاوم التحديث والتوجهات الغربية، بالرغم من تلك الصورة، فإن الإيرانيين يرون أنفسهم شعبًا عريقًا يمتلك تاريخاً طويلاً وتراثاً غنياً.
- تتحدى طهران هذه الصور النمطية، إذ إن مساحتها الجغرافية صغيرة نسبياً، وتم بناء معظم المعالم الرئيسية فيها بعد منتصف الستينيات.
- التداخل بين القديم والجديد وتفاوت الفرص الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء هو ما يميز طهران، وقد ألهم هذا الانقسام العديد من الثورات والحركات الاجتماعية في القرن العشرين.
أين تقع مدينة طهران؟
- تعتبر طهران أكبر مدينة في إيران، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 12 مليون نسمة، مما يجعلها واحدة من أكثر مدن العالم ازدحاماً بالسكان.
- تقع وسط المدينة عند خط العرض 35° 41′ شمالاً وخط الطول 51° 26′ شرقاً، على المنحدرات الجنوبية لجبال البرز التي تمتد على طول ساحل بحر قزوين في شمال إيران.
- أعلى قمة في المنطقة هي جبل دامافاند الذي يتجاوز ارتفاعه 5600 متر (18400 قدم)، ويمكن رؤيته من طهران في الأيام الصافية. ويعد دامافاند أعلى نقطة في إيران، متفوقاً على أي قمة أخرى في المنطقة.
- تحمل دامافاند مكانة خاصة في الأساطير الفارسية، ويشغل الإيرانيون لها مكانة مساوية لجبل فوجي في الثقافة اليابانية.
- ساهمت الأهمية الرمزية لموقع المدينة وارتباطها بالتجارة التاريخية بين الشرق والغرب (طريق الحرير) في كونها مركزاً حضارياً على مدار آلاف السنين.
- من الشمال، تطل سلسلة جبال توشيل، المعروفة بموقعها الشعبي للتزلج، على المدينة بواسطة شبكة من التلفريكات، في حين يمتد الجزء الجنوبي منها نحو صحراء كافور في وسط إيران.
مناخ طهران
- تتمتع طهران بمناخ حار جاف، وهو نمط شائع في العديد من مناطق وسط إيران. رغم طول فصل الصيف، فإن المدينة تتكون من أربعة فصول متميزة، وتحمي جبال البرز المدينة من رطوبة بحر قزوين.
- يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية في طهران حوالي 17 درجة مئوية، مع ارتفاع متوسط قدره 23 درجة مئوية، بينما تتراوح درجات الحرارة الدنيا حول 12 درجة مئوية.
- يمكن أن تصل درجات الحرارة في ذروة الصيف إلى 43 درجة مئوية، بينما تقل في الشتاء إلى 15 درجة مئوية.
- متوسط هطول الأمطار سنوياً في المدينة هو حوالي 230 ملم (10 بوصات)، بينما يسجل متوسط جفاف يصل إلى 48 يوماً في السنة.
- تواجه طهران تحديات بيئية متزايدة تشمل تلوث الهواء والماء والضوضاء، بسبب انبعاثات السيارات والمصادر الصناعية، مما يجعل التحسن في الظروف الجوية مسألة صعبة بسبب تأثير الجبال المحيطة وقلة هطول الأمطار.
- خلال غالبية أيام السنة، تحتجز الملوثات الناتجة عن الوقود الأحفوري في قبة من الهواء الساخن، ويكون تأثير الرياح الشمالية غير كافٍ لتحريك هذا الهواء الملوث، مما يؤدي إلى زيادة تلوث المدينة.
تخطيط المدينة
- يتسم التخطيط العمراني لطهران بتحديد مكونات واضحة بين الأجزاء المختلفة، حيث يمثل الجزء القديم جزءًا صغيرًا من المدينة ويتضمن العديد من المعالم التاريخية.
- يعتبر مسجد موهاري (المعروف سابقاً باسم سيباهسار) والمدرسة الدينية من أبرز المعالم المعمارية من القرن التاسع عشر في المدينة.
- لا يزال البازار المركزي، المليء بالشوارع المسقوفة والقاعات التجارية والمساجد، يعد من أبرز مقاصد السياح ومركز النشاط الاقتصادي.
- في الجوار من البازار ووسط المدينة، قامت مباني حكومية جديدة على أنقاض القلعة الملكية القديمة.
- تتركز الأنشطة الاقتصادية والخدمية في قلب المدينة القديمة الذي تم تطويره بشكل رئيسي بين ستينيات القرن التاسع عشر وأربعينيات القرن العشرين، وتحاط هذه المناطق السكنية النامية بها.
- مع توسيع المدينة، تم دمج العديد من القرى نحو الجنوب والغرب، مما يساهم في الفجوة بين الجزء الشمالي والغربي من المدينة.
- تتمتع المناطق السكنية الشمالية بمساحات خضراء وشوارع مظللة، كما تتوفر فيها أبعاد اجتماعية متوسطة إلى عالية، مما يميزها عن المناطق الأقل حظاً في الجنوب.
الكثافة السكانية في طهران
- شهدت طهران تباطؤاً في النمو الحضري، ويرجع ذلك جزئياً إلى التحولات العامة نحو الضواحي، مما أدى إلى تدهور المناطق الوسطى بالمدينة.
- تزايد النشاط التجاري في الأحياء السكنية، جنبا إلى جنب مع تشديد نظام المرور والتغيرات في الحدود الإدارية، يعزز من التوجه نحو الضواحي مما يهدد النسيج العمراني للوسط التجاري.
- يعكس التباطؤ في النمو الحضري انخفاضاً في معدل النمو الطبيعي والهجرة، حيث استقرت معدلات المواليد بحلول العقود الأخيرة بعد فترة ثورية في الثمانينيات.
- تتسبب تكلفة المعيشة المرتفعة والمشاكل المتزايدة مثل الازدحام في تقليص تدفق المهاجرين إلى طهران، مما يجعل التوجه نحو الضواحي ومناطق أخرى في إيران أكثر جذباً لسكانها.
اقتصاد طهران
- أدى النفط دوراً محورياً في اقتصاد إيران في بداية القرن الحادي والعشرين، حيث يمثل حوالي 80% من دخل البلاد من العملات الأجنبية، وتمتلك إيران حوالي عُشر الاحتياطيات العالمية من النفط.
- تأثرت العقود الأخيرة من النمو الاقتصادي بشكل كبير بعد الثورة، حيث كان هناك انخفاض في أسعار النفط ونقص في الاستثمارات مما أثر على الاقتصاد إبان الحرب مع العراق.
- على الرغم من هذه التحديات، فإن السياسات الاقتصادية الليبرالية التي تم تطبيقها في التسعينيات، بالإضافة إلى تحسين العلاقات مع الغرب، شهدت تحسينات في الوضع الاقتصادي للبلاد، مما ساهم في إعادة إيران إلى أسواق العالم.
أحدث التعليقات