تعتبر سراييفو، العاصمة الجميلة لجمهورية البوسنة والهرسك، من المدن المميزة التي تقع في وادي سراييفو على نهر ميلتسكا. يحيط بها جبال الألب الدينارية من كل جانب، والتي تشمل جبال بيلاشنيستا، جبل إيغمان، جبل تربفيتش، وجبال ياهورينا. تُعتبر سراييفو مركزًا اقتصاديًا وأكاديميًا وثقافيًا بارزًا في البوسنة والهرسك، وتنقسم إلى أربع مناطق تابعة للبلديات. يتميز مناخ المدينة بالتوازن العام، ولكنه قد يميل إلى البرودة في الشتاء مع انخفاض في درجات الحرارة خلال بعض الفترات.
تلقب سراييفو بـ “قدس أوروبا” أو “دمشق الثانية”، ويبلغ سكانها حوالي مليون نسمة. تميز المدينة بتنوعها الديني نتيجة للتعايش التاريخي بين مختلف الأديان، حيث يقيم المسلمون، والكاثوليك، والأرثوذكس، واليهود في المدينة بسبب الحكم العثماني والنمساوي الذي شهدته المنطقة. يظهر هذا التنوع في الطراز المعماري الذي يجمع بين البنايات الإسلامية والعثمانية، بالإضافة إلى العمارة النمساوية والهنغارية. زاد هذا المزج من قيمة المدينة الجمالية إلى جانب الطبيعة الخلابة والمناظر الرائعة، مما يتيح للزوار الاستمتاع بمشاهدة المساجد والكنائس والكاتدرائيات والمعابد اليهودية.
تُعد السياحة من المصادر المهمة لدخل المدينة، حيث تستقطب سياحًا من جميع أنحاء العالم. تم تقسيم المدينة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية من قبل منظمي السياحة؛ الجزء الأول هو الجزء القديم الذي أنشأه العثمانيون، والثاني هو الجزء الذي بناه النمساويون والهنغاريون، والثالث هو الجزء الحديث المتطور.
تُعرف المنطقة التي أنشأها العثمانيون خلال فترة سيطرتهم الطويلة على منطقة البلقان بأنها واحدة من أجمل المناطق التاريخية. يتضمن هذا الجزء السوق الرئيسي المعروف باسم “باش شارشيا”، الذي يعتبر من أجمل الأسواق في أوروبا نظرًا لما يحتويه من عناصر تعكس فن العمارة الإسلامية والعثمانية. يقع بالقرب من السوق ساحة السبيل التي تحتوي على نبع مياه يتدفق من جبال سراييفو. كما يضم هذا الجزء جامع الغازي خسرو بيك، الذي أُسس عام 1530 ميلادي، ويستقطب العديد من السياح المسلمين. بجانب الجامع، يوجد برج الساعة القديمة ومتحف معماري، بالإضافة إلى مدرسة أنشأها الغازي خسرو بيك. يُعتبر هذا القائد بوسني الأصل، ويقع قريبًا من المنطقة جامع السلطان، الذي أُسس عام 1462 ميلادي وتم إعادة بنائه عام 1566 ميلادي بعد أن تعرض للحريق. كما يزور السياح القلعة البيضاء والقلعة الصفراء، اللتان تقعان في أعلى المدينة القديمة، حيث يُعتبر المنظر من هناك ساحرًا ومذهلًا في المساء. تشتهر شوارع المنطقة العثمانية ببلاطها الجميل والمحلات المرتبة، وتكثر فيها المطاعم الشعبية والمقاهي والمحلات الحرفية التي لا تزال تصنع النحاس والجلود والفضة والذهب بالطريقة العثمانية التقليدية.
أحدث التعليقات