تعتبر فرنسا من الدول البارزة في قارة أوروبا، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 66 مليون نسمة، وتحتل مساحة قدرها 674843 كيلومتر مربع. عاصمتها، باريس، تُعرف بأنها مدينة الجمال، وتُصنف فرنسا كدولة رائدة في مجالات عدة بما في ذلك الاقتصاد، الرياضة، السياسة، والسياحة، حيث يصل متوسط عدد السياح سنوياً إلى نحو 83 مليون سائح من مختلف أنحاء العالم. نظام الحكم في البلاد هو جمهوري برلماني شبه رئاسي.
يقع شارع الشانزليزيه في الحي الثامن من مدينة باريس، في الجهة الشمالية الغربية منها. يمتد الشارع على طول 1910 متر وعرض 70 متراً، حيث يبدأ من الجانب الشرقي من ساحة الكونكورد، التي تُعد من أكبر الساحات في باريس. يضم الشارع أيضاً مسلّة أُهديت للملك لويس فيليب من الخديو إسماعيل المصري، ويمتد إلى الغرب حتى يصل إلى منطقة شارل ديغول، المعروفة سابقاً بساحة النجمة، الملاصقة لقوس النصر.
في الجزء الشرقي السفلي من الشارع، بالقرب من دوار الشانزليزيه، توجد الأزقة المعروفة باسم بروميناد الشانزليزيه، وهي حدائق تمتد لمسافة تصل إلى 700 متر، وتشمل مربّع السفراء (Carré des Ambassadeurs)، الذي يشتق اسمه من القصور التي صممها المهندس المعماري أنجي جاك غابرييل، ويعتبر مكاناً مخصصاً لإقامة السفراء الأجانب. كما يحتوي الشارع على ساحة قصر الإليزيه وساحة ماريجني، التي تضم مسرح ماريجني ومطعم لورانس وسوق الطوابع الشهير. بالإضافة إلى ذلك، تقع ساحة ليدون (Ledoyen) مقابل ساحة السفراء، وتوجد أيضًا حديقة ترفيهية واسعة بُنيت بناءً على طلب ماركيز دي بومبادور، تتيح إطلالة على نهر السان والانفاليد من قصر الإليزيه. ومنطقة الغرب العليا للدوار تحتوي على العديد من المتاجر الراقية ومرافق الترفيه مثل دور السينما، ويعتبر الشانزليزيه واحدًا من أشهر وأطول الشوارع في فرنسا.
خلال فترة حكم لويس الرابع عشر، كان شارع الشانزليزيه والمناطق المحيطة به تحت الاحتلال، وكان يُعرف سابقاً باسم غراند كور أو جراند كورنيش، حتى تم اعتماده بهذا الاسم في عام 1709. ومع بداية القرن الثامن عشر، أصبح الشارع منطقة حديثة مليئة بالخضرة، حيث تزينها حدائق منازل بلدة نبل، إلى جانب قصر الإليزيه الذى يُعتبر مسكناً خاصاً للنبلاء في فرنسا. في عام 1834، أمر الملك لويس فيليب المهندس المعماري جاك إينياس بإعادة تصميم ساحة الكونكورد وحدائق الشانزليزيه، مما حولها إلى متنزهات جميلة في الهواء الطلق. وقد تم تكليف نابليون بتصميم النصب الرئيسي للشارع وقوس النصر بعد انتصاره في معركة أوسترليتز، إلا أن المشروع لم يُستكمل بعد سقوطه من السلطة في 1815. في عام 1855، اختار الإمبراطور نابليون الثالث الحديقة الموجودة في بداية الشارع لتكون مكاناً لأول معرض دولي كبير يُعقد في باريس. على مر التاريخ، كان الشارع شاهداً على العروض العسكرية للجيش الألماني أثناء الاحتلال، وعادت فرنسا لتنظم عرضاً عسكرياً هناك في 26 أغسطس 1944.
أحدث التعليقات