تعتبر جبل جرزيم واحدًا من الجبال الصخرية البارزة، حيث يشتهر بكونه مركزاً للعديد من التساؤلات. فما هو موقع جبل جرزيم، ولماذا سُمي بهذا الاسم؟ هذه النقاط ذات أهمية خاصة نظرًا لقيمته الاجتماعية والدينية والتاريخية، خاصةً عند السامريين. سنتناول في هذا المقال التفاصيل المتعلقة بجبل جرزيم.

موقع جبل جرزيم

يمتلك جبل جرزيم أهمية كبيرة، لذا يجب تسليط الضوء على موقعه الدقيق:

• يقع جبل جرزيم في جنوب مدينة نابلس، ويعتبر من أبرز الجبال الفلسطينية.
• يتواجد الجبل مقابل جبل عيبال، مما يجعل الكثيرين يربطون بين الجبلين، فعادةً ما يُذكر جبل جرزيم في سياق ذكر جبل عيبال.
• يفصل بين الجبلين وادٍ يُقسم مدينة نابلس إلى قسمين.
• يتكون الجبل من صخور كلسية ومنحدرات، بارتفاع يقارب 700 متر عن سطح البحر.
• يمتاز الجبل بارتفاع يصل إلى 300 متر عن مدينة نابلس، وتُزرع به أشجار الزيتون فقط.
• أي أن ارتفاع الجبل يبلغ حوالي 2849 قدمًا فوق مستوى سطح البحر، و700 قدم فوق نابلس.

تسمية جبل جرزيم

بعد التعرف على موقع جبل جرزيم، دعونا نستعرض الأسباب التي أدت إلى تسميته بهذا الاسم، والتي تعود إلى روايتين رئيسيتين:

الرواية الأولى

وفقًا للرواية الأولى، يُعتقد أن:

• كلمة “جرزيم” تعني “الفرائض” باللغة العبرية، حيث يُعتبر هذا الموقع محلاً لإقامة الشعائر والفرائض الدينية اليهودية.
• عندما دخل بني إسرائيل إلى فلسطين، كان يوشع بن نون يرافق سيدنا موسى، وحضر معه أحد الوصايا.
• نتج عن ذلك تقسيم الأسباط إلى قسمين، حيث وقف بعضهم على قمة جبل جرزيم وبعضهم الآخر على قمة جبل عيبال، وأخذوا يتلوّون اللعنات.
• عرف جبل جرزيم بأسماء عديدة مثل جبل الملائكة، جبل البركات، جبل بيت الله، وجبل القدس، بالإضافة إلى اسمه التاريخي.
• لذلك، اتخذ اليهود والسامريين منه موقعًا مقدسًا يحجون إليه ويقدمون فيه القرابين ويؤدون الشعائر.
• مما يذكر أيضًا أن فئة من اليهود تعتقد أن هذا الجبل هو المكان الذي قرب فيه سيدنا إبراهيم ابنه إلى الله.

الرواية الثانية

أما الرواية الثانية فيعود سبب التسمية إلى:

• تشير إلى أن جبل جرزيم سُمي نسبةً لأحد القبائل العربية التي سكنت فلسطين.
• هذا في الفترة التي كانت تعرف فيها فلسطين باسم جزيرة جرزيين، حيث يحتوي الجبل على آثار تعود لأحقاب زمنية مختلفة.
• فمثلاً، يحتوي الجبل على معبد سامري بناه الإسكندر المقدوني خلال حكم اليونانيين، لكن دُمر بيد يوحنا هركانوسي الحشموني في عام 125 قبل الميلاد.

الآثار في جبل جرزيم

يوجد عدة آثار مهمة على جبل جرزيم تشمل:

• معبد أقيم في العصور الإغريقية حيث كان يتبع عبادة الإله زيوس.
• اكتشاف آثار لخربة تقع في الشمال من قمةالجبل تُعرف بخربة الرأس، ويمكن الوصول إليها عبر درج يصل إلى أحد المعابد اليونانية.
• كنيسة مثمنة الأضلاع بنيت في الحقبة البيزنطية، وتم تحصينها بجدران في فترة حكم السامريين، وعُمرت في القرن السادس قبل أن تهدم بعد قرنين.
• بشكل قريب من هذه الكنيسة، يوجد مقام ومسجد لنبي يُدعى عبد السلام بن غانم.
• كما يحتضن الجبل قلعة صليبية بناها الملك الإفرنجي بلدوين الأول.

المكانة الاجتماعية لجبل جرزيم

يتمتع جبل جرزيم بمكانة اجتماعية بارزة بين السامريين، وإليكم بعض المعلومات حول ذلك:

• يقوم السامريون بإقامة شعائرهم الدينية على جبل جرزيم منذ أكثر من 31 عامًا، ويطلقون عليه اسم “جبل البركة”.
• يعتبر الجبل أقدس بقعة دينية بالنسبة لهم، وهو المكان الذي اختاره الله ليكون مأوىً لإيمانهم وقلوبهم.
• يتوجه السامريون إلى الجبل لأداء الصلاة، خاشعين ومتضرعين أمام الله.
• يصعدون إلى قمة جبل جرزيم ثلاث مرات في السنة لأداء شعائر الحج السامري خلال الأعياد.
• لا تُقام احتفالات عيد الفصح في أي مكان آخر في العالم إلا على جبل جرزيم، حيث يتزامن مع شهر أبريل من كل عام، مما يعكس تقويمهم العبري.

أهم المعلومات عن جبل جرزيم

إليكم مجموعة من المعلومات عن جبل جرزيم:

• يُعرف جبل جرزيم كونه منزلاً مقدسًا للسامريين لآلاف السنين، ويتكون من ثلاث قمم: القمة الرئيسية التي تقع غربًا، وتل الرأس في الشمال.
• وفقًا للتقاليد، يُعتبر الجبل مكانًا لنزول الشرائع السماوية، مما يعزز مكانته الروحية.

ما يميز جبل جرزيم

• توجد صخرة على قمة الجبل يُعتقد أنها المكان الذي قرب فيه سيدنا إبراهيم ابنه إسحاق كقربان لله.
• يعتقد السامريون أنه يوجد معبد حقيقي في قمة جبل جرزيم، وهو أول معبد بناه يوشع بن نون.
• تشير الحفريات في قمة الجبل إلى أن المعبد شُيد في بداية القرن الثاني قبل الميلاد.
• تتألف البقايا الأثرية من قلعة كبيرة، بالإضافة إلى معبد مرصوف وتحصينات ضخمة.
• تتواجد أيضًا جدران محصنة ومجموعة من الغرف والبوابات التي تحيط ببعض الأحياء السكنية القديمة.
• تشير الآثار إلى بلدة سامرية كانت قائمة خلال الفترة الهيلينستية، والتي دُمّرت تقريبًا في عام 128 قبل الميلاد.
• تظهر الحفريات أيضًا أن القمة الرئيسية كانت مهجورة في العصور الرومانية المبكرة.
• بُنيت كنيسة كبيرة ذات شكل مثمن على قمة الجبل الرئيس، والتي أسسها الإمبراطور زينو في عام 484 ميلادي، وتم تحويلها لاحقًا إلى قلعة.