يُعتبر فحص الكعب لحديثي الولادة أحد الفحوصات الضرورية التي تُجرى في اليوم الثالث بعد ولادة الطفل. يعتمد هذا الفحص، بالإضافة إلى فحوصات أخرى، على أخذ عينة صغيرة من دم الطفل بهدف تشخيص مجموعة من الأمراض الأيضية والهرمونية، والتي يمكن علاجها في مرحلة مبكرة قبل ظهور الأعراض السريرية للمرض.

إذا لم يُكتشف هؤلاء الأمراض في الوقت المناسب، فإن العلاج المتأخر قد لا يكون قادرًا على عكس الضرر الذي حدث بالفعل، مما يجعل فحص الكعب لحديثي الولادة أمرًا في غاية الأهمية.

فحص الكعب لحديثي الولادة: التعريف والأهمية

ما هو فحص الكعب لحديثي الولادة؟ يمثل هذا السؤال محور اهتمام العديد من الأمهات. يمكن تعريف فحص الكعب كأحد فحوصات الدم التي تجرى للأطفال حديثي الولادة للكشف عن وجود أي حالات مرضية قد لا تظهر علاماتها السريرية بعد.

تشمل هذه الحالات الطيف الواسع من الأمراض الوراثية والأيضية ومشاكل الغدد. وفيما يلي عرض للأمراض التي يمكن أن يكشف عنها فحص الكعب:

مرض فقر الدم المنجلي

يمكن أن يكشف فحص الكعب الإصابة بمرض فقر الدم المنجلي، وهو مرض وراثي يؤثر على كرات الدم الحمراء من خلال تغييره بروتين الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين. يساعد اكتشاف هذا المرض مبكرًا في بدء العلاج والتي تشمل تقديم اللقاحات والمضادات الحيوية، مما يقلل من مضاعفات المرض ويتيح للطفل فرصة أكبر لحياة صحية.

مرض التليف الكيسي

يؤثر مرض التليف الكيسي بشكل كبير على الأعضاء الداخلية، وخاصة الرئتين والجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى زيادة كثافة المخاط وصعوبة الهضم، ويُعرض الطفل لخطر أكبر للإصابة بعدوى رئوية. يكشف فحص الكعب عن هذا المرض لدى حديثي الولادة، مما يجعله فحصًا حيويًا يجب إجراؤه بعد الولادة لتشخيص الحالة.

قصور الغدة الدرقية الخلقي

يُعتبر قصور الغدة الدرقية من الأمراض النادرة التي تؤثر على نمو الطفل وتطوره، نتيجة لعدم وجود الغدة الدرقية أو صغر حجمها أو وجود خلل في هرمون الثيروكسين. يتم تأكيد الإصابة عن طريق قياس مستويات هرمون الثيروكسين والهرمون المنشط للغدة الدرقية. في حالة تشخيص الطفل بهذا المرض، يجب البدء في العلاج فورًا لتجنب مشاكل صحية دائمة كالإعاقات العقلية أو مشاكل في التنفس والشهية، مما يمنح الطفل فرصة للنمو بشكل طبيعي.

تابع المزيد:

دلالة نتائج فحص الكعب لحديثي الولادة

بعد التعرف على فحص الكعب والأمراض التي يكشف عنها، من المهم توضيح دلالة نتائج هذا الفحص. تحمل كل نتيجة معانٍ مختلفة.

إذا كانت النتيجة سلبية، فهذا يعني أن الطفل سليم وصحة هرمونات الغدة الدرقية طبيعية. أما إذا كانت النتيجة إيجابية، فهذا يشير إلى وجود خلل في هرمونات الغدة الدرقية ويستوجب العلاج الفوري.

بهذا، نكون قد انتهينا من استعراض ما هو فحص الكعب لحديثي الولادة، مع التأكيد على أهمية إجراء هذا الفحص والأمراض التي يمكن اكتشافها من خلاله، بالإضافة إلى توضيح معاني نتائج فحص الكعب لحديثي الولادة.