تعتبر مسألة المراسلة بين الجنسين خلال نهار رمضان من الموضوعات التي تتلقى الكثير من الاستفسارات، خاصة مع اقتراب الشهر الفضيل وظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت هذه العملية. في هذا المقال، سنتناول حكم الحديث بين الفتاة والشاب أثناء فترة الصيام.
عند الحديث بين الجنسين، يجب الالتزام بالضوابط الشرعية وضمان وجود حاجة ملحّة لهذا الحديث، وذلك للحيلولة دون الانجرار وراء الفتن التي قد تشتت العقل وتؤدي إلى الدخول في أفعال غير لائقة. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا” [سورة الإسراء، الآية 32].
إن المحادثات عبر الإنترنت بين الرجال والنساء قد تحمل المخاطر، وقد تعرضهم لغضب الله، مضرةً بقلوبهم. ويجب على المسلمين تجنب هذه السلوكيات ليس فقط في رمضان بل في جميع أوقات السنة، إلا أن خطورة الأمر تتعاظم في الشهر الكريم، حيث يعتبر رمضان شهرًا تنبغي فيه تقوى الله في كافة التصرفات.
ينبغي على المسلم الصائم الابتعاد عن المحرمات وكل ما نهى الله عنه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” [الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني].
تحليل الحديث مع النساء أو الدردشة في رمضان يعتبر أمرًا قابلًا للنقاش شرعًا، لكنه لا يؤدي إلى إبطال الصيام، سوى أنه يؤدي إلى تقليل الأجر وفقدان الثواب. ولا يُلزم المسلم بتعويض أيام صيامه عن الممارسات الخاطئة، كما يتفق غالبية العلماء على ذلك.
لا يُعتبر صوت المرأة من الأمور التي تفطر في رمضان، شريطة أن لا يكون الصوت مرققًا أو خاضعًا عند الحديث مع الرجل. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا” [سورة الأحزاب، الآية 32].
التحدث مع الفتاة في نهار رمضان غير مستحب، رغم أنه لا يبطل الصيام، إلا أنه يُنقص الأجر ويحبس الثواب. يحتاج الحديث مع الفتيات في رمضان إلى اتباع ضوابط واضحة، ويجب الالتزام بها بصورة أكبر في هذا الشهر المبارك.
تتمثل هذه الضوابط في ضرورة وجود حاجة ملحة للحديث، وتجنب الخضوع في الكلام. وقد حذر العلماء من هذه الأمور نظرًا لما تحمله من تأثيرات سلبية على النفوس والقلوب.
يُعتبر رمضان شهر الرحمة والمغفرة، لذا يجب على المسلم أن يكون على دراية بمبطلات الصيام للحفاظ على أجره بالكامل. ومن هذه المبطلات:
في النهاية، تناولنا حكم المراسلة بين الجنسين في نهار رمضان، وكذلك مبطلات الصيام التي ينبغي الابتعاد عنها، مع أهمية اتباع أوامر الله واحتراز نواهيه.
أحدث التعليقات