ما هو العقل الباطن وكيف يمكنك التحكم فيه؟

لقد استحوذت التركيبة النفسية المعقدة للإنسان على اهتمام علماء النفس على مر السنين، ومن بين الأسئلة التي تم طرحها هي: ما هو العقل الباطن وكيف يمكن السيطرة عليه؟ وقد أجاب على هذا السؤال مجموعة من العلماء، مثل سيغموند فرويد وآخرين. من خلال هذا المقال، سنقدم لكم توضيحات شاملة حول مفهوم العقل الباطن، بالإضافة إلى المعلومات والدراسات المتعلقة به، وسنجيب عن جميع استفساراتكم.

ما هو العقل الباطن

العقل الباطن هو مساحة يتم فيها تخزين كافة التجارب والمعلومات منذ طفولتنا، بما في ذلك الذكريات التي تحملها حواسنا. فيما يلي سنستعرض خصائص العقل الباطن بشكل مفصل:

  • يُعتبر العقل الباطن مصدرًا هامًا للإبداع، حيث يوفر لنا رؤى حول ما قد ينجح وما قد لا ينجح، بناءً على الخبرات السابقة المخزنة فيه.
  • يحتفظ العقل الباطن بجميع خبراتنا الحياتية، بما فيها المشاعر والذكريات والتجارب المتنوعة، مما يؤثر على خياراتنا وسلوكياتنا ومعتقداتنا دون إدراك منا.
  • نحن نتواصل مع وعينا من خلال العقل الباطن عبر العواطف والمشاعر، وقد يتضح ذلك في بعض الأحيان من خلال زلات لسان أو أفكار تلقائية تظهر بلا سبب واضح.
  • يستخدم الأطباء النفسيون أسلوب التداعي الحر، الذي يعتمد على التنويم المغناطيسي، لمساعدة المرضى. ومع ذلك، اعترض فرويد على هذه الطريقة لأنها قد لا تكون دقيقة.

التعريفات المتنوعة للعقل الباطن

تعددت التعريفات الخاصة بالعقل الباطن أو اللاوعي عبر العصور، حيث يؤمن بعض الأشخاص بوجوده المادي، بينما يرى آخرون أنه معنوي فقط. فيما يلي بعض من هذه الآراء:

  • من منظور الدين الإسلامي، يُنظر إلى العقل الباطن كمساحة داخلية لا نعرف ما بداخلها إلا من خلال بعض الأحلام التي قد تعكس جزءاً منه، وهو ما يتماشى مع الحديث الشريف: “ومنها ما يهتم به في يقظته فيراه في منامه”.
  • تعتقد مدرسة التحليل النفسي أن العقل اللاوعي هو مكان للاشعور والرغبات المكبوتة ومصدر الإلهام والعبقرية.
  • وفقًا لفرويد، يُقسم العقل اللاوعي إلى قسمين: الهو (الغرائز) والـ”أنا العليا” (الضمير)، وهو الجزء الذي يتجنب عرض الأفكار غير المقبولة أو الذكريات المؤلمة.
  • اتفق كارل يونغ مع فرويد على أن العقل اللاوعي يؤثر على شخصيتنا، لكنه قسمه إلى قسمين: اللاوعي الشخصي، الذي يحتفظ بذكريات وتجارب فردية، واللاوعي الجماعي، الذي يحتوي على تجارب موروثة تتعلق بالأخلاق وأنماط سلوك المجتمع.

كيفية التحكم في العقل الباطن

أظهرت بعض الدراسات النفسية أن العقل الباطن يلعب دورًا أساسيًا في التخيل وتحليل المعلومات، ويُعتبر أسرع بكثير من العقل الواعي في معالجة البيانات. لذا، لماذا لا نستفيد من هذه العناصر لصالحنا؟ إليك بعض الطرق للتحكم فيه:

  • يمكنك وضع بوسترات تحفيزية على مكتبك، حيث ستساعدك رؤيتها المتكررة على تخزينها في عقلك الباطن، مما يؤثر على رغباتك الداخلية دون أن تدرك ذلك. وهذا النوع من الأساليب النفسية يستخدمه الإعلام للتأثير على قراراتنا.
  • كرر بعض العبارات الإيجابية لتساعد على ترسيخها في عقلك الباطن واكتسابها كقناعات لديك.
  • استفد من خيالك في محاولة لترسيخ أفكار قد تحسن من جودة حياتك، واستغرق في ذلك بشكل كامل.
  • التدريب المكثف في مهارات جديدة، مثل قيادة السيارة، يجعلها جزءًا من ذاكرتك لا يتطلب تفكيرًا أو جهدًا، وكذلك الحال مع أي مهارة ترغب في اكتسابها.
  • التأمل يُعتبر من أفضل الوسائل للتحكم في العقل الباطن، حيث يمكنك من الحصول على صفاء ذهني يسمح لك بالتواصل مع نفسك ومشاعرك.
  • تجنب السماح بتأثير الأفكار الخاطئة أو تجارب الأخرين الفاشلة على حياتك، واحرص على أن تحيط نفسك بالناجحين.
  • كتابة يومياتك تلعب دورًا مهمًا في التفاعل مع ذاتك وعقلك الباطن، مما يساعدك في فهم مشاعرك وتحسين حياتك.

تستمر محاولاتنا لنصبح أفضل نسخ من أنفسنا مادام لدينا رغبة في الحياة. ذلك يتطلب منا تغيير بعض العادات الصغيرة لتعزيز جودة حياتنا واكتساب المهارات، وهي من أبسط الطرق للتواصل مع عقلنا الباطن وتحقيق ما نرغب فيه.

Published
Categorized as أسرار العقل البشري