ما هو الحلم الأمريكي؟ وكيف كانت نشأته؟ هي كلمة مبهمة تذكر في مناسبات عدة وسياقات مختلفة دون معرفة نشأتها أو أصلها، لذا في موقع سوبر بابا نتناول ثنايا هذا المصطلح وماهيته والمعلومات عنه لتوضيح المعاني الحقيقية التاريخية حول هذا المصطلح.
الحلم الأمريكي هو لفظ تمت صياغته على يد كاتب أمريكي شهير هو (تروسلو أدامز) في كتابه (ملحمة أمريكا) الصادر في عام 1931، وذكر الكاتب الشهير عن مواصفات حلمه المتمثلة في:
كانت تلك المواصفات مستمدة من بيان الاستقلال الأمريكي الصادر عام 1776، ولكن تعرض هذا الكتاب للعديد من الانتقادات بسبب مبادئ حلمه، رأى العديد من الناس سواء كانوا من الشعب الأمريكي أو غيرهم أن تلك المبادئ منافية للواقع الأمريكي الفعلي.
لم تنفِ الانتقادات وجود مشجعين كثيرين لهذا الحلم فهو بمثابة روح المواطنة والانتماء لدى العديد من الشعب الأمريكي، غير مبالين بالانتقادات أو المهاجمة مما يجعله حلم قائم حتى الآن يدافع عنه الكثيرين مؤمنين بأنه محقق بالفعل وأن المتبقي منه دون تحقيق سيحدث في المستقبل القريب.
زرع الحلم الأمريكي بداخل العديد فكرة أن الولايات المتحدة الامريكية هي أرض الفرص الضائعة التي يمكن فيها بناء حياة مثالية تسودها السعادة، وتلك الفكرة راسخة بنفوس الكثيرين حتى يومنا هذا.. وأكثر من يؤمن بتلك الفكرة هم الغريبين عن الولايات الامريكية باختلاف بلادهم وجنسياتهم.
اقرأ أيضًا: إنجازات نجيب محفوظ
صاغ الكاتب الأمريكي “ادامز” فكرة الحلم الأمريكي في السطور الآتية:
“الحلم الأمريكي هو الحلم الخاص بالأرض التي يجب أن تكون بها الحياة أفضل وأكثر ثراء لكل الناس، حيث تتيح لكل فرد الفرصة المناسبة طبقا لقدراته وإنجازاته، إنه حلم صعب التفسير بشكل مناسب من قبل الأوروبيون من الطبقة العليا…
… كما سئم منه العديد منا وأصبحوا لا يصدقونه، إنه ليس مجرد حلم للحصول على سيارة أو مرتب مرتفع، ولكنه يسعى إلى تحقيق عدالة اجتماعية لكل رجل وامرأة، وبذلك يصلوا إلى أفضل المستويات ويصبح لديهم القدرة الفطرية على الإنتاج ومن ثم ينظر الآخرون إلى هويتهم دون أي اعتبار لمولدهم أو مركزهم.”
ذكرنا سلفًا أنه قد تبلور مفهوم الحلم الأمريكي عندما صدر بيان الاستقلال الأمريكي عام 1776 الذي احتوى على مبادئ ارثاء الدولة الأمريكية التي تبناها الكونغرس في يوم 4 يوليو من نفس السنة.
كان البيان قائم على ذكر التحرر من قيود التاج الملكي والنهوض من غياهب الاستبداد والاستعمار إلى طرق الحرية وسبلها.. دون التفرقة بين الأشخاص أيّا كانت خلفيتهم الثقافية أو عرقهم الأصيل.
كان هذا البيان هو الشعلة الأولى في نشأة هذا الحلم، فقد كان الحلم الأمريكي حينها متمثلًا في الشعور فلم يذكر أو يفسر، بعد عقدين تقريبًا جاء تروسلو ادامز في كتابه (ملحمة أمريكا) بتعريف واضح وصريح لهذا المصطلح شارحًا ماهية الشعور موضحًا أهميته في إنشاء دولة قوية ذات طابع ديموقراطي حر.
كما ظهر أيضًا كتاب يحمل اسم (الألمان في أمريكا) يوضح أن الهجرة لأمريكا في بدايات القرن التاسع عشر كان دافعها وأساسها هو تحقيق حياة مثالية بأرض الحرية والاستقلال.. مما عزز من أهمية الحلم الأمريكي وقوة تأثيره في نشأة دولة قوية ذات سيطرة عالية يأتيها الجميع من كل حدب وصوب.
كأي مصطلح شهير يجب أن يكون له رمز حامل لمعناه يراه الناس ليتذكروا ماهيته وهويتهم أيضًا وكان هذا الرمز المعبر (تمثال الحرية) الموجود في ولاية نيويورك، ويحمل هذا التمثال رمزيات كثيرة هي:
اقرأ أيضًا: ما هي القيم التي عبر عنها النابغة الجعدي وتفسيرها
تعددت نماذج الأشخاص الذين نالوا النجاح الباهر في ظل الحلم الأمريكي، وفي الآتي ذكرهم على سبيل المثال لا الحصر.
أرنولد شوارزنيغر | أصبح حاكم ولاية كاليفورنيا وهو من أصل نمساوي. |
باراك أوباما | الرئيس الأمريكي السابق القادم من أصول افريقية. |
سيرجي برين | مؤسس شركة جوجل وهو من المهاجرين الذين أتوا في سن الطفولة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. |
مادلين اوليبرايت | أول وزيرة خارجية في أمريكا وهي من المهاجرين. |
هنري كيسنجر | اليهودي الألماني الذي تقلد منصب وزير الخارجية، مستشار الأمن القومي. |
بقدر سعادة الشعب الأمريكي بالحلم الأمريكي وتحقيقه إلا أنه بسبب بعض العوامل والأسباب شعر العديد بأنهم فقدو هذا الحلم وماهيته الأساسية القائمة عليه مبادئه.. ويمكن حصر أسباب هذا الانهيار والفقد.
اقرأ أيضًا: أهم روايات نجيب محفوظ
توجد العديد من المؤلفات التي تناولت الحلم الأمريكي بشكل غير مثالي بل تحدثت عن فشله وعدم مصداقيته.
كانت تلك الأسباب هي النواة الأساسية في شعور الشعب الأمريكي بأن بلادهم غير قادرة على تحقيق الأمان والاستقرار المأمول، مما دفع العديد للتشكيك حول دوافع الولايات المتحدة حول نشر تلك الفكرة المثالية.
حتى تقلد (دونالد ترامب) منصب رئاسة الولايات المتحدة وذاع أنه عازم على استرداد الحلم الأمريكي من جديد؛ مما بث الأمل في نفوس الشعب الأمريكي.
الحلم الأمريكي من المفاهيم التي اختلف عليها المفكرين والسياسيين والعامة؛ مما يجعله دائمًا مصطلح مثير للشكوك.. لكن في أصول الأشياء فإن أي مفهوم يساعد في تحقيق الرخاء والاستقرار في كنف حرية حقيقية هو مصطلح مرحب به وبتطبيقه.
أحدث التعليقات