عَرفَ العالم في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في حالات التنمر الإلكتروني، نتيجة للتطورات التكنولوجية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي. لذا، يحرص الكثيرون على فهم مفهوم التنمر الإلكتروني وأشكاله المختلفة. أصبح هذا الموضوع من القضايا المعقدة في الآونة الأخيرة، حيث يحدث التنمر عبر منصات إلكترونية متعددة بين أفراد من فئات عمرية متنوعة. سنتناول في هذا المقال التعريف والتنويعات المرتبطة بالتنمر الإلكتروني.

ما هو التنمر الإلكتروني؟

يُعتَبَرُ التنمر أحد أشكال الإيذاء المتعمد، بينما يُشير التنمر الإلكتروني إلى الأنشطة التي تحدث عبر الأجهزة الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي وأجهزة الحاسوب. يتم ذلك من خلال إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني أو منصات التواصل أو التطبيقات الألعاب، مما يسبب ضررًا جسيمًا للشخص المستهدف. يتضمن هذا النوع من التنمر عادةً مشاركة معلومات شخصية محرجة تؤدي إلى إحداث القلق والخوف لدى الفرد المعني.

أنواع التنمر الإلكتروني

بينما تتعدد التصرفات التي تُصنَّف كتنمر إلكتروني، هناك عدة أنواع يمكن تسليط الضوء عليها:

• الاستبعاد: يتضمن هذا النوع تعرض الشخص للاستهجان من قبل إدارة المجموعة أو المنصة، حيث يتم تركه دون دعوة إلى الفعاليات أو استبعاده من مجموعات الأصدقاء.
• التحرش: يتمثل في إرسال رسائل تهديد تهدف إلى إلحاق الأذى بالشخص المستهدف، حيث تتضمن تهديدات وعبارات مسيئة.
• الخداع: حيث يسعى المتنمر إلى كسب ثقة الضحية من خلال تظاهره بالود، مما يؤدي إلى حصوله على معلومات خاصة يتم تسريبها لاحقًا.
• انتحال الشخصية: يتم إنشاء حسابات وهمية بهدف تشويه سمعة الضحية، وغالبًا ما تتضمن هذه الحسابات معلومات محرجة للمتنمر عليه.
• كشف الأسرار: يقوم المتنمر بنشر معلومات أو أسرار عن الضحية دون موافقته، مما يسبب إحراجًا له.
• المطاردة: تعد هذه الحالة جريمة، حيث يتعقب المتنمر الضحية برسائل تهديد أو اتهامات مع إمكانية الانتقال للملاحقة في الحياة الحقيقية.
• الإهانات المباشرة: تتضمن شتائم وعبارات غير لائقة، تصل إلى تهديدات جدية.
• التنكر: حيث ينشئ المتنمر حسابًا مزيفًا لإخفاء هويته ويقوم بالتنمر على الآخرين.
• التصيد: يتمثل في نشر تعليقات سلبية بشكل متعمد بهدف استفزاز الأشخاص ودفعهم للرد بالمثل.

أسباب التنمر الإلكتروني

تنشأ حالات التنمر الإلكتروني نتيجة لمجموعة متنوعة من الأسباب:

• أسباب شخصية: تتعلق بعوامل مثل العمر أو الجنس أو الخصائص الشخصية.
• أسباب أسرية: يمكن أن يحدث التنمر داخل الأسرة، ويشمل ذلك تأثير الأبوة والأمومة.
• أسباب مدرسية: يمكن أن يعكس التنمر الشعور بالفشل الأكاديمي، مما يدفع المتنمر إلى توجيه أذى للناجحين.
• أسباب اجتماعية وبيئية: تنشأ هذه الحالة من تأثير النظام التعليمي والمجتمع المحيط والعلاقات بين الأقران.
• أسباب أخرى: تتعلق بصعوبة التعاطف مع الآخرين، والشعور بالسلطة أو الرغبة في الظهور بشكل شعبي عبر التنمر الإلكتروني.

آثار التنمر الإلكتروني

ينتج عن التنمر الإلكتروني آثار سلبية تؤثر على نفسية وصحة الضحايا، وتشمل:

• مشكلات صحية جسدية: قد يعاني الضحايا من صداع، وأرق، وألم في الصدر، بالإضافة إلى مشكلات جلدية.
• الاكتئاب: يتعرض المتنمر عليه لحالات قلق وتوتر، مما يؤدي إلى تدهور صحته النفسية.
• ضعف احترام الذات: يتسبب التنمر في شعور الضحية بالخجل وانخفاض الثقة بالنفس.
• أفكار انتحارية: قد يؤدي التنمر إلى تعزيز الأفكار الانتحارية لدى بعض الضحايا، نتيجة للإحساس باليأس المستمر.

في الختام، يؤثر التنمر الإلكتروني بشدة على الأفراد المتعرضين له، مما يستدعي ضرورة وضع تشريعات واضحة تهدف إلى فرض عقوبات صارمة على المتنمرين، نتيجة للزيادة المستمرة في حالات التنمر، خاصةً في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.