ما هو اسم صغير الباندا؟

يصطلح على صغير دبّ الباندا في اللغة العربية بـ”الدّيسم”، وبالإنجليزية “cub”. تُولد صغار الباندا في أماكن خفية مثل جوف الأشجار أو الأوكار المُعدَّة مسبقًا، حيث تُهيئها الأم باستخدام القش والأغصان والأوراق.

عادةً، تلد الباندا صغيرين في كل مرة، ولكن في بعض الأحيان قد تتخلى عن رعاية أحدهما. وعادة ما تحدث الولادة بين يوليو وسبتمبر، في حين يتم الزواج بين مارس ومايو، وتتحمل الأم مسؤولية رعاية صغارها بمفردها بعد الولادة.

الصفات الشكلية لصغير الباندا

تولد صغار الباندا بلا الفرو الملون بالأبيض والأسود، حيث يكون لونها ورديًا وجلدها مجعدًا، ولا يمكنها رؤية شيء. كما تولد دون أعضاء تناسلية ولا يمكن تحديد جنسها إلا من خلال اختبار جيني خلال الأسابيع الأولى من حياتها.

يعتبر صغير الباندا من أصغر حديثي الولادة بين الثدييات، حيث يتراوح وزنه عند الولادة بين 85 و142 غرامًا، مما أثار دهشة الباحثين. وقد اعتقد البعض أن السبب يعود إلى تغذية الباندا الأم على الخيزران خلال فترة الحمل، مما لا يكفي لنمو الجنين بشكل كامل ولكنه يمكّنها من إنتاج حليب مفيد للصغار.

ومن خلال دراسة مقارنة مع صغار الدببة العادية، وجد الباحثون أن فترة الحمل لدى الدببة العادية تمتد لشهرين، بينما تدوم فترة حمل أنثى الباندا شهراً واحدًا فقط. هذا يفسر كون الهياكل العظمية لصغار الدببة العادية مكتملة عند الولادة بينما تكون غير مكتملة لصغار دبّ الباندا، مما يجعلها أكثر ضعفًا.

على الرغم من حجمها الصغير عند الولادة، إلا أن الباندا الصغيرة تنمو بسرعة. بعد يومين تقريبًا، تبدأ في اكتساب الفرو الأبيض، وتظهر العلامات السوداء حول عينيها، حتى تُغطي الفراء أجسامها في غضون ثلاثة أسابيع تقريبًا.

تستمر صغير الباندا في رضاعة حليب الأم لمدة أسبوعين، وبعد ستة أسابيع تتمكن من فتح عينيها، ويزداد سمعها بشكل ملحوظ حيث تفتح قنوات الأذن، وتبدأ بإصدار أصوات أوضح. أما الأعضاء التناسلية فهي تتضح شيئًا فشيئًا بين عمر ثلاثة إلى أربعة أشهر، وبعدها تتمكن من قضاء حاجتها بمفردها، ثم تنمو أسنانها ويبدأ في مضغ الخيزران والزحف.

نظرًا لاستمرارها في التغذية على الخيزران، تحتاج الباندا العملاقة إلى استثمار وقت طويل في تناول الطعام للحصول على الطاقة اللازمة يوميًا، حيث تترك صغارها للبحث عن الغذاء لمدة تتراوح بين ساعتين إلى أربع ساعات كل يوم.

الصفات السلوكية لصغير الباندا

نظرًا للطبيعة الضعيفة لحجمها الصغير، يعتمد صغير الباندا بشكل كامل على أمه حتى يكبر. ينمو بسرعة ولكن بجانب الأم، حيث يتناول حليبها لمدة أسبوعين. تؤمن الأم الدفء والحماية، كونها غير قادرة على تنظيم حرارة أجسامها، بالإضافة إلى توفير الغذاء وحمايتهم من المخاطر، ودوماً تحرص على وضعهم في أماكن آمنة.

تساعد الأم عبر تدليك بطون صغارها ليساعدهم في الإخراج، حيث لا يستطيعون التبوّل أو التبرز بدون مساعدتها في البداية. تستمر هذه العملية في الأسابيع الأولى التي تظل الأمهات فيها مشغولات برعاية توائمها، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا.

تبدأ صغار الباندا بالاستقلال عن الأم عندما تقترب من سن الرشد في خمس شهور، حيث تتعلم المشي ومغادرة الوكر، وتبدأ بالتدرب على تسلق الأشجار وقضم الأطعمة القاسية. تُعتبر مهارة التسلّق ضرورية لصغير الباندا لحماية نفسه خلال فترة غياب الأم للبحث عن الطعام.

بعد مرور عام، يمكن أن يصل وزن دبّ الباندا إلى حوالي 34 كغ ويكون فطامه عادةً قد حدث. قد يستمر في الرضاعة حتى سنة ونصف بجانب تناول الطعام العادي، وبعد ذلك يصبح بإمكان صغار الباندا الانفصال عن الأم، في حين ينمو ليصل وزنه إلى 136 كغ. وتبلغ الإناث سن البلوغ في أربع سنوات، بينما يصل الذكور إلى البلوغ في ست سنوات.

يميل صغار الباندا للنوم ضعف الوقت الذي يقضون فيه في الأكل، حيث يمضون نصف اليوم في تناول الطعام والنصف الآخر في النوم، وعندما يكبرون يتقلص وقت نومهم ليصبح بين ساعتين إلى أربع ساعات في اليوم.

تفضل دبّ الباندا العيش بشكل فردي بشكل عام، عدا صغارها التي تبقى بجانب الأم في سن مبكرة حتى عمر سنة ونصف تقريبًا، إذ يستقرون مؤقتًا في الأوكار. بشكل عام تعيش الباندا في المناطق الجبلية والوديان، خاصة في جبال الصين، حيث تلجأ إلى الوديان في الأوقات الباردة.

تتجنب دبّ الباندا المواقف التي قد تسبب لها التوتر، مفضلة العيش بشكل فردي في المناطق المنحدرة. تُعتبر حيوانات هادئة وغير معروفة بالزئير كغيرها من الدببة، ونادرًا ما تتسم بالعدوانية تجاه البشر.

طعام صغير الباندا

يتغذى صغير دبّ الباندا بشكل أساسي على حليب الأم لمدة ستة أشهر، ثم يبدأ في استهلاك الطعام تدريجيًا عن طريق مضغ النباتات والجذوع. قد يستمر الصغير في الرضاعة حتى سنة ونصف بجانب الأطعمة الأخرى.

يُقضي دبّ الباندا عادةً وقتًا طويلًا في البحث عن الغذاء وتناوله، كما يحب التجول في الغابة وتسلق الأشجار، مما يساعده في العثور على الطعام. على الرغم من وزنه الثقيل، إلا أنه يستطيع السباحة.

من بين مختلف الأطعمة، يفضل دبّ الباندا الخيزران، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الخضراوات والأعشاب، حيث يفضل السيقان الطرية. يمكنه أيضًا تناول الحشرات والفئران. تحتاج الباندا إلى ما بين 12 و38 كغم من الطعام يوميًا، لذا يُخصص حوالي 14 ساعة من يومه للاستهلاك الغذائي.