يقع الصفا في الجهة الشرقية للمسجد الحرام، ويصل طوله إلى حوالي 375 مترًا، بينما يبلغ عرضه 40 مترًا. بالنسبة لمكانه بالنسبة للكعبة المشرفة، يعتبر الصفا جبلًا في المنطقة الجنوبية الشرقية، وهو جزء من جبل أبي قبيس. من ناحية أخرى، تقع المروة في الجهة الشمالية الشرقية من الكعبة، وهي تتبع لجبل قعيقعان. يُعرف المكان الذي يحدث فيه السعي باسم “المسعى”، الذي يمتد شرق المسجد الحرام، حيث يحده الصفا من الجنوب والمروة من الشمال.
الصفا هو أحد الجبلين الصغيرين الموجودين في حدود البيت الحرام بمكة المكرمة، حيث يقصده المسلمون من كافة أنحاء العالم بغرض أداء العبادات المهمة كالصلاة والحج والعمرة. يشكل جبل الصفا وجبل المروة نقطتي البداية والنهاية، حيث يبدأ سعي الحاج أو المعتمر من الصفا وينتهي عند المروة، ويتكون ذلك من سبعة أشواط تصل بين الجبلين، بدءًا بالصفا وانتهاءً بالمروة، ومن ثم العودة من المروة إلى الصفا حتى يتم السعي سبعة أشواط.
أما معنى اسم “الصفا” في اللغة، فيشير إلى الصفاة، وهي الحجارة العريضة والصلبة، بينما يُشتق اسم “المروة” من المرو، الذي يعني الحجارة البيضاء اللامعة. يُعتبر ذكر اسم المروة مرتبطًا بذكر اسم الصفا، حيث يشكل كلاهما المسعى، والطريق بينهما هو موقع السعي.
ترتبط أهمية الصفا والمروة بقصة السيدة هاجر، زوجة نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، عندما سعت بينهما بحثًا عن الماء لابنها الرضيع إسماعيل -عليه السلام-، بعد أن أوحى الله تعالى لإبراهيم بأن يأخذهما إلى منطقة نائية في شبه الجزيرة العربية ويتركهما هناك.
بدأت هاجر سعيها من جبل الصفا، حيث صعدت إليه أولاً، ثم نزلت وسعت نحو المروة. وكررت سعيها بين الجبلين سبع مرات بحثاً عن الماء، ويقوم المسلمون اليوم بأداء سبعة أشواط بين الصفا والمروة كجزء من شعائر العمرة والحج. وقد ذكر الله الصفا والمروة في كتابه الكريم، حيث قال: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).
يحتوي شارع المسعى بين الصفا والمروة على ستة عشر بابًا، منها أحد عشر بابًا في الجانب الشرقي والخمسة الأخرى بعد باب السلام في الجانب الغربي. وتغطي الأبواب الخارجية للمسعى مظلات مكسوة بالقرميد الأخضر. وقد شهد المسعى توسعات عدة في العصر الحديث.
يعد السعي بين الصفا والمروة أحد مناسك الحج والعمرة، وله عدد من الشروط التي يجب تحقيقها، منها ما يلي:
أحدث التعليقات