كيف يعوض الله المطلقة المظلومة؟ وكيف تعتاد على وضعها الجديد؟ فالكثير من السيدات يطلقن ظلمًا على حين غفلة، أو تكون هي الراغبة في الطلاق لكن بعد مرورها بأهوال لم تخترها، وتبقى تنتظر أن ينتقم الله لها ممن أوصلها لهذه الحال، وعبر سوبر بابا نعرفك كيفية حدوث ذلك.
الطلاق في الإسلام حلال بيّن مع استحالة العشرة، إلا أن الظلم يعد مما يحرمه الله، فإن دعاه مظلومًا تًجاب دعوته سريعًا، وقال صلى الله عليه وسلم: “ثلاثُ دعَواتٍ يُستجابُ لَهنَّ لا شَكَّ فيهنَّ دعْوةُ المظلومِ ودعْوةُ المسافرِ ودعْوةُ الوالدِ لولدِه“ رواه أبو هريرة.
الله تعالى يغفر أن يفرق العباد في حقه، ويتوب عليهم ويُسامحهم، إلا مظلمة عباده، فإنه لا يغفرها أو يتجاوز عنها، لذا فهي حقّها عنده سبحانه، قال تعالى “وَلا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ* مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ”.
فيعوض الله تعالى المطلقة بعد حين عن الظلم الذي رأت، لكن ليست كل مظالم العباد متشابهة، وليست حياتهم كمثل بعضهم.
فيُنسيها الرجل الذي ظلمها تمامًا، لكن عليها أن تعلم أن العوض لا يأتي للمتواكل الذي يود أن يعطيه الله كل شيء دونما جهد، إنما هو للمتوكل الذي يسعى في الحياة إلى أن يحصد ما يريد.
اقرأ أيضًا: حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق
المرأة التي تُظلم بزواجها يجب أن تحاول باستمرار الخروج من هذه الدائرة، فوضع نفسها في دائرة الظلم قادرٌ على أن يجعل حياتها تقف تمامًا، لذا فعوض المرأة المطلقة المظلومة يكون في التغيير الذي تجعله في حياتها.
اقرأ أيضًا: دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله
الثقة بالله تعالى أنه هو القادر على رد الظلم عنك هي السبيل إلى العوض بالفعل، لكن من الأكيد أن قصص الأخريات مع هذا النوع من الظلم قادرٌ على أن يبث فيك الأمل من جديد بأن الحياة قد تحلو ذات يوم.
عشت مع زوجي 11 عامًا، ذقت فيهم العذاب ألوانًا، عذبني كثيرًا وعنفني، وطلبت منه كثيرًا أن يُطلقني، إلا أنه كان يرفض، كان مستمتعًا بأذيتي.
طرقت باب كل كبير في عائلته، ولم يسمع أحدٌ لي، لذا قررت أن أدخر من مصروف البيت، يومًا بعد يوم بات لدي مبلغًا إثر العمل على الإنترنت بالسر.
كان هذا المورد الوحيد لي، وكنت أدخر كل قرش، إلى أن أصبح لدي مبلغ جيد من المال، هو ما مكنني في النهاية من استئجار شقة صغيرة لي ولطفلتي، ورفعت عليه الكثير من القضايا وتطلقت منه، فكيفية عوض الله للمطلقة المظلومة لا يقدر عقل على تصورها.
بدأت بعدها حياة جديدة، خالية من المشاكل واللوم والعتاب، وكبر مشروعي كثيرًا واتسع للحد الذي جعلني أتمكن من فتح مكان خاص بي.
كان هذا عوض الله لي بعد الطلاق، فالحمد لله على ما أنعم به عليّ، اليوم ابنتي في الجامعة، وتبرني كثيرًا، وباتت حياتي هادئة والحمد لله.
لم أكن لأتخيل أني قد أتزوج ثانية بعد هذا الرجل، كنت أظن جميع الرجال قساة القلب سيئي الخلق مثله، فقد لفق لي أحداث لم تحدث مطلقًا، فقط ليتمكن من امتلاك الشقة وكل ما فيها، أشعرني هذا الظلم أن الحياة غابة حقيقة.
لكن بعد الطلاق بمدة عكفت على العمل، وتعرفت على شخص أقل ما يقال عنه أنه آية في الخلق والأدب، طلب الزواج مني قبل طلبه للارتباط، زاده هذا في عيني قدرًا.
بالفعل تزوجنا سريعًا، ورأيت معه أني كنت بحاجة لأن أوضع بكل هذه المآزق كي تتسبب الأسباب في النهاية وأتعرف عليه.. إن عوض المرأة المطلقة المظلومة الحقيقي هو رجل يُريها أن الدنيا تستحق أن تبقى فيها دون يأس من رحمة الله.
الحياة التي تكون فيها المرأة هي التي تُنفق على البيت من الأكيد أنها تُهدم على رأس أصحابها ذات مرة، كما حدث معي، لقد كنت أنا عمود البيت الحقيقي.
يا ليت كل ما فعلت قُدر على الأقل، فلقد سرقني، وجعلني أوقع على أملاكٍ لي، ولم أكن أدري، ولم يكفه هذا، بل هرب مع ما أخذ وبعث لي بورقة طلاقي، وتزوج من أخرى.
دعوت الله عليه بظلمات الليل وقلبي كله حرقة على ما شقيت به أخذه هو ورحل ليستمتع ويسعد به، كان يظن أن الله سيتركه يهنأ بما ليس له، فقد اشترى بالمال أسهمًا بالبورصة، والتي خسرت جميعها وفقد أغلب ماله، وما تبقى أنفقه على علاجه فقد أصيب بمرض مناعي لا يُرجى له شفاء.
أمّا أنا فكنت أعمل من صغري، وأعرف كي أعمل وأحصد المال من جديد، وبات لي أكثر من الذي أخذ، لو علمت أن عوض الله لمظلمتي وطلاقي سيكون بهذا الحجم لما بكيت أبدًا.
عوض المرأة المطلقة المظلومة لا يأتي إلا بالدعاء، فهي إذا طلبت من الله حقها سيستجيب لها بالحال، فهو سبحانه لا يقبل الظلم على عباده.. وهو أعلم بها.
اقرأ أيضًا: اللهم إني استودعتك الذي لاتضيع ودائعه
إذا رُدت المظالم إلى أهلها، وبيّن الله الحق لك فأنت إذًا بحاجة إلى أن يُعوضك سبحانه عما رأيت من سوء، وهذا كما ذكرنا آنفًا بالجد والاجتهاد، والتوكل عليه سبحانه، مع الدعاء والتضرع إليه، فهو من بيده مقادير السماء والأرض، والوحيد القادر على تعويض المرأة المطلقة عما عانت من ظلم.
عوض المرأة المطلقة ظلمًا سيأتي لها إذا ما تمسكت بحبل الله تعالى، ورجت الخلاص منه وحده، هذا أصدق وأوفى لها.
أحدث التعليقات