كيف يصل الدعاء للميت في قبره؟ وما الأعمال الصالحة التي تصل إلى الميت وينتفع بها؟ يُعد الدعاء من أثمن الهدايا التي يُمكننا تقديمها للمُسلم بعد مماته، فقد يكون سببًا في تغيّر حال الميت من العذاب إلى النعيم، لذا ومن خلال موقع سوبر بابا نبيّن لكم كيف ينتفع الميت في قبره من دعاء الأحياء.
أحيانًا يخطر على بالنا الكثير من التساؤلات حول ما يحدث مع الميت في قبره، فيقودنا الفضول نحو المعرفة بشكل أعمق عن حياة البرزخ، لكن من الأفضل ألا يعلم الإنسان إلا ما قدّر الله تعالى له أن يعلمه، فهو العالم الغامض الذي يحوي من الأسرار ما لا يستوعبه العقل البشري.
لكن من ضمن الأشياء التي قُدّر للإنسان معرفتها كيف يصل الدعاء للميت في قبره، حيث ينتفع بثوابه بعد أن يصل له الدعاء على هيئة هدايا غالية، تتمثل في الأمور التالية:
أقرأ أيضًا: أول ليلة في القبر
بعدما نفقد عزيزًا علينا ونفيق من حالة الحُزن والضيق التي نقع فيها لفترة تتباين من شخص لآخر، يكون كل ما يشغل بالنا ويهمنا أن نبحث عن أي عمل صالح يُمكننا انتفاع الميت به في قبره، فنبدأ في القيام بالأعمال الصالحة التي يُمكن أن يصل ثوابها إليه، فضلًا عن معرفتنا كيف يصل الدعاء للميت في قبره.
نجد أن السُنة النبوية قد اختصرت كيف يصل الدعاء للميت في قبره، والأعمال الصالحة التي تصل له في حديث شريف معروف نُقِّل عن النبي على لسان الجليل أبي هريرة رضي الله عنه: “إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له” صحيح مُسلم.
من المعروف أن الصدقات الجارية تُمثل أهم عمل صالح ينتفع به الإنسان بعد موته، وهي ما تتمثل في أنواع متعددة للغاية مُشكلة لأي عمل خيّر يستمر الانتفاع منه لفترة طويلة من الوقت، مثل بناء البيوت للفقراء، وبناء المساجد، وحفر الآبار، وزراعة الأشجار بحيث يستظل بظلّها الناس ويُرزقون بثمارها.
علمًا بأن كل من ساهم في تنفيذ شكل الصدقة له الأجر العظيم الذي وضعه الله -عز وجل- للصدقة الجارية، ويُمكن الاستدلال على هذا الجزاء من كتاب الذِكر الحكيم، حيث قال الله تعالى:
“مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” الآية 260-262 من سورة البقرة.
إذا كان الميت قد ترك خلفه في الدُنيا علمًا ينتفع به الناس حتى بعد موته، فإن له من الأعمال الصالحة ما يظل مستمرًا في ميزان حسناته إلى يوم القيامة، ويندرج هذا الحديث على أي نوع من أنواع العلم قد علّمها للناس ونشرها بينهم، مثل تأليف الكُتب النافعة، بشرط أن نيته في الدُنيا تكون نيل رضا الله تعالى.
إن كان للميت ولدٌ صالح يدعو له بعد موته، فإنه يحصل على الأجر والثواب العظيم طوال حياته في البرزخ، والمقصود هنا بالولد الصالح الذي يعرف حق ربه ووالديه عليه، فيدعو لهما بعد موتهما بالرحمة والمغفرة، ويحرص على القيام بالأعمال التي تنفعهما في القبر، وينطبق ذلك على الأبناء من الذكور والإناث على حدٍ سواء.
اقرأ أيضًا: اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك
هناك العديد من الأعمال الصالحة التي يُمكن أن يقوم بها المُسلم الحي لأخيه المُسلم الميت، والتي يصل ثوابها إلى الميت وينتفع بها في حياته البرزخية، ومن أبرزها:
جاءت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد أن الدعاء هو أفضل ما يُمكن أن يُقدمه الحي للميت، نظرًا لما له من الفضل في تخفيف وحشة القبر عليه، وقد اتفق أهل الكتاب والسُنة على أن ثواب الدعاء يصل إلى الميت.
جاء الدليل على حث الرسول لنا على الدعاء للميت واضحًا في حديث مرويّ عن أبو هريرة رضي الله عنه: “إذا صلَّيتُم على الميِّتِ فأخلِصوا لَه الدُّعاءَ” صحيح أبي داود.
على عكس ما حدث من الاتفاق بين أهل الكتاب والسُنة في معرفة كيف يصل الدعاء للميت في قبره، فقد اختلفوا في حُكم أداء الحج والعُمرة عن الميت، رغبةً في وصول ثوابها إليه، فجاءت الأقاويل والآراء منقسمة إلى اثنين، على النحو التالي:
كان رأي المالكيّة الذي أشار بعدم جواز أداء الحج والعمرة عن أي شخص آخر سواء كان حيًا أو ميتًا، وأن العمل الأفضل هو الدعاء له أو التصدّق عنه، وقد استدلوا على حُجتهم من قول الله تعالى: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا” الآية 97 من سورة آل عمران، أي لا يجوز أدائها من قِبل غير القادر على القيام بها.
إنه الرأي الذي ذهب إليه الجمهور من أهل الكتاب والسُنة، وهو جواز الحج والعمرة عن الميت، وقد كانت حُجتهم متمثلة في عدة دلائل، من أبرزها قول النبيّ صلى الله عليه وسلم المرويّ على لسان عبد الله بن عباس:
“جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِن خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ علَى عِبَادِهِ في الحَجِّ أدْرَكَتْ أبِي شيخًا كَبِيرًا لا يَسْتَطِيعُ أنْ يَسْتَوِيَ علَى الرَّاحِلَةِ فَهلْ يَقْضِي عنْه أنْ أحُجَّ عنْه؟ قالَ: نَعَمْ” وقد جاء ذلك في صحيح البُخاري، مما يُشير إلى قوة الحُجة وصحتها التامة.
لقد تم التأكيد في مواضع عديدة من السُنة النبوية الشريفة أن الصدقة هي أحد أبرز الأعمال الصالحة التي يُمكن القيام بها عن الميت، ويصل ثوابها إليه في قبره، كما يصل الدعاء للميت بعد دفنه.
يُمكن التيقّن من جواز ذلك من خلال الحُجة النبوية الصحيحة في الحديث المرويّ على لسان عائشة أم المؤمنين حينما قالت: “أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وأَظُنُّهَا لو تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهلْ لَهَا أجْرٌ إنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ” صحيح البخاري.
اختلفت آراء علماء الدين والفقه كثيرًا حول كون قراءة القرآن من الأعمال الصالحة التي يُمكن القيام بها عن الميت، ويصل ثوابها إليه في قبره، حتى جاءت الآراء على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: دعاء لأبي المتوفي من القرآن
في ظل المعرفة كيف يصل الدعاء للميت في قبره جدير بالمعرفة أن الدعاء للميت هو إحدى السُنن المنقولة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد حثنا على القيام بها بعد أن شرعها لنا الدين الإسلامي الحنيف، وجاء الدليل على ذلك في حديث مرويّ عنه على لسان الصحابيّ الفضيل عثمان بن عفان:
“كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، إذا فرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ علَيهِ، فقالَ: استغفِروا لأخيكُم، وسَلوا لَهُ التَّثبيتَ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ” صحيح أبي داود، وهو ما يُشير إلى أن الميت يكون في أشد الحاجة إلى الدعاء من قِبل الأحياء المُسلمين عند دفنه، ليُنجّيه الدعاء من سؤال الملكين وفتنة القبر، وفيما يلي مجموعة من أفضل الأدعية للميت بعد دفنه:
دون المعرفة كيف يصل الدعاء للميت في قبره يجب أن ندعو إلى أموات المُسلمين جميعًا في كل وقت وحين، فهم يكونون في أشد الحاجة إلى الدعاء طوال حياة البرزخ.
أحدث التعليقات