تُعتبر الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Gland) من الأعضاء الحيوية التي تقع في قاعدة الرقبة، وتنقسم إلى فصين موجودين على جانبي القصبة الهوائية. تلعب هذه الغدة دوراً أساسياً في تنظيم مجموعة من العمليات الحيوية المهمة في جسم الإنسان، بما في ذلك معدل ضربات القلب، التنفس، درجة حرارة الجسم، قوة العضلات، والوزن. تفرز الغدة الدرقية هرمونات رئيسية تعمل على تنظيم عمليات الاستقلاب أو الأيض في الجسم، وهما هرمون ثلاثي يود الثيرونين (Triiodothyronine) واختصاراً T3، وهرمون الثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxine) واختصاراً T4. من المهم التنويه إلى ضرورة تنظيم مستوى إفراز هذه الهرمونات، إذ أن زيادة إنتاجها أو نقصها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، حيث يكون تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) هو المسئول عن التحكم في كمية إفراز هرمونات الغدة الدرقية من خلال إفراز هرمون تحفيز الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid–stimulating hormone) واختصاراً TSH.
كما تم الإشارة إليه سابقاً، تلعب هرمونات الغدة الدرقية دوراً أساسياً في تنظيم عمليات الأيض، مما يؤثر في إنتاج الطاقة ومعدل حرق السعرات الحرارية. عند انخفاض مستوى هذه الهرمونات، وهو ما يحدث نتيجة لقصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، فإن معدل الأيض الأساسي (بالإنجليزية: Basal Metabolic Rate) يتراجع، مما يؤدي غالباً إلى زيادة الوزن بسبب قلة الاستقلاب. بالمقابل، عند ارتفاع مستوى هرمونات الغدة الدرقية بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، فإن معدل الأيض الأساسي يرتفع أيضًا، مما يسهم في سرعة خسارة الوزن. يُعتبر فقدان الوزن بشكل سريع أحد الأعراض الرئيسية لهذه الحالة، مع ملاحظة أنه في بعض الحالات، قد يشعر الأشخاص المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية بزيادة في شهيتهم، مما يؤدي إلى زيادة تناول الطعام وبالتالي زيادة الوزن.
تعتمد خسارة الوزن الناتجة عن فرط نشاط الغدة الدرقية على شدة الحالة. من الجدير بالذكر أن بعض الحالات التي ينتج عنها ارتفاع مستوى هرمونات الغدة الدرقية، مثل التهاب الغدة الدرقية السام (بالإنجليزية: Thyroiditis) أو تناول جرعات عالية من أدوية تحتوي على هذه الهرمونات، قد تسهم أيضاً في فقدان الوزن.
سابقًا، تم استخدام هرمونات الغدة الدرقية كطريقة لفقدان الوزن، حيث أثبتت عدة دراسات فعاليتها في تحقيق خسارة الوزن بشكل أسرع مقارنةً باتباع نظام غذائي فقط. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أنه بعد توقف تناول هذه الأدوية، يعود الجسم لاستعادة الوزن المفقود. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك مخاطر صحية مرتبطة بهذه الطريقة، مثل اضطرابات في العمليات الأيضية وفقدان بروتينات العضلات مع خسارة الدهون.
تشمل الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية العديد من الأعراض، والتي قد يصعب تشخيصها بسبب تشابهها مع أعراض حالات صحية أخرى. ويجب أن نلاحظ أن كبار السن المصابين بهذه الحالة قد لا يعانون من أعراض ظاهرة. فيما يلي بعض الأعراض المرتبطة بفرط نشاط الغدة الدرقية:
توجد عدة أسباب أخرى غير متعلقة بنشاط الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن والنحافة. يُعرّف النحافة بأنها الحالة التي يقل فيها مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body Mass Index) عن 18.5. تجدر الإشارة إلى أن النحافة قد تزيد من خطر تعرض الشخص لعدة مشاكل صحية. فيما يلي بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى النحافة:
أحدث التعليقات