تتأثر شخصية الأطفال بشكل كبير بأساليب التربية التي يتبناها الآباء والأمهات، مما يترك تأثيراً على سلوكهم طوال مراحل حياتهم. وقد أظهرت الدراسات العلمية أن الوالدين يقومون بتطبيق أحد الأنماط الأربعة الرئيسية في تربية أبنائهم، مما ينعكس على سلوكياتهم وتطور شخصياتهم كما يلي:
يعتبر الآباء الذين يتبعون هذا النمط دكتاتوريين، حيث يعتمدون على الأسلوب الصارم والقاسي في التربية. يفرضون قواعد صارمة يتوجب على الطفل الامتثال لها، وإلا سيتعرض للعقاب. نادراً ما يوجه هؤلاء الآباء أبنائهم حول ما ينبغي عليهم القيام به أو تجنبه، مما يجعل الطفل يتوقع أن ينفذ التعليمات دون مناقشة أو ارتكاب للأخطاء. عندما يتعرض الطفل للعقوبة، لا يتمكن من فهم خطأه. يؤدي هذا النمط إلى نشوء أطفال مطيعين، ولكنهم غالبًا ما يشعرون بقلة السعادة وانخفاض احترام الذات وكفاءة اجتماعية محدودة.
يمتاز الآباء في هذا النمط بعقلية ديمقراطية، حيث يضعون قواعد ثابتة لتربية الطفل مع منحهم المساحة الكافية للاستفسار. يقدم الآباء الدعم والتوجيه لأبنائهم، مما يعزز من فرص التعلم لديهم. في حال فشل الطفل، يكون الآباء أكثر تسامحًا ويقدمون له التغذية الراجعة بدلاً من العقاب. ينتج عن هذا الأسلوب أطفال يتمتعون بشخصيات ناجحة وثقة عالية بالنفس ومستوى عالٍ من السعادة.
يعتبر الآباء في هذا النمط أقل تشددًا، حيث يتقبلون طلبات أطفالهم بسهولة. لديهم توقعات منخفضة من أبنائهم ويميلون إلى اعتبار الأخطاء ناتجة عن نقص النضج وقلة القدرة على التحكم بالنفس. يتجنب هؤلاء الآباء مواجهة سلوك أبنائهم أو تقييمه، مما يؤدي إلى تشكيل شخصية غير قادرة على التنظيم الذاتي وتكون ذات مستوى منخفض من السعادة والأداء الدراسي.
هذا النمط هو الأقل فعالية في التربية، حيث يظهر الآباء فيها قلة المطالب والاستجابة لأبنائهم. يكتفون بتوفير الاحتياجات الأساسية، مثل الطعام والمأوى، ويتجاهلون متطلبات التربية والتوجيه الأخرى. ويؤدي ذلك إلى تشكيل شخصية الطفل التي تعاني من نقص الكفاءة وقلة احترام الذات والسيطرة على النفس.
يسعى معظم الآباء إلى توفير تربية سليمة لأطفالهم من أجل تشكيل شخصيات قوية وفعالة في المجتمع. إليكم أهم النصائح التربوية:
أحدث التعليقات